وفاة د جمال عبدالهادي
جماعة الإخوان المسلمين تنعي د جمال عبد الهادي _ أستاذ التاريخ الإسلامي
مداخلة علي حمد _ المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين
دكتور جمال عبد الهادي أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي توفي اليوم بمصر إلى رحمة الله ..رحل بعد رحلة دعوية وعلمية مشرقة.. كذلك وحياة حافلة بالعلم ( 19فبراير1937م – 14مارس 2024م ) حقق خلالها انجازين كبيرين كانت الأمة في حاجةٍ إليهما:
١- سلسلة “أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ”والتي استطاع من خلالها غربلة التاريخ الاسلامي بعصوره المتتابعة .. أيضا مُصححا -بمنهج علمي رصين- ما تحمله من أخطاء وتشويه، ومقدما الحقائق المنصفة التي تم تغييبها.
٢- كذلك وبنفس الأسلوب العلمي العميق والمحايد قام رحمه الله ومعه الخبير التربوي الأستاذ علي لبن – حفظه الله .. أيضا بعملية مسح شامل لمناهج التعليم الدراسية في مصر.. كما كشف عوارها ومخاطرها على وعي وهوية طلاب المدارس والجامعات مع بيان التصحيح … وقدم مكتبة متكاملة في هذا الصدد تم توزيعها على نطاق واسع في داخل مصر في تسعينيات القرن الماضي، وقامت جريدة الشعب المعارضة حينها بنشر أجزاء كثيرة منها خاصة ما يتعلق بالتاريخ وطمس الهوية، وهو ما أحدث ردود فعل واسعة أغضبت الحكومة وحَدت بالدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم في ذلك الوقت وأحد رموز التنظيم الطليعي الإشتراكي لقيادة حملة لمحاصرة توزيع تلك المكتبة ولكن دون جدوى.
وفاة د جمال عبدالهادي
في تلك الآونة كنت في قلب الحدث خلال عملي بجريدة الشعب المجاهدة واقتربت كثيرا من الرجل وتعلمت منه وتابعت كفاحه واخوانه كتابة ونشرا عبر حملة جريدة الشعب بقيادة الاستاذ عادل حسين يرحمه الله في سبيل رد غارة التشويه التي شنها العلمانيون المتطرفون من تلامذة المعلم يعقوب ،وتناقشت معه كثيرا وساعدني في ذلك أنه كان يخطب الجمعة مرة في الشهر في المسجد المجاور لسكني وشرفني وصحبه في بيتي المتواضع وصارت ندوة مركزةتناولت قضايا العمل الاسلامي العديدة …نعم الرجل ونعم العالم العامل يرحمه الله.
٣- خلال رحلاته الدعوية التي بدأها عام 1987م بعد انتهاء عمله كأستاذ للتاريخ الإسلامى بجامعة أم القرى وفي الندوات والمؤتمرات قام -إلى جانب تناول قضايا الساعة- بشرح ما جاء في مؤلفاته وهو ما أسهم في رفع درجة الوعي وأحدث ردود فعل واسعة لدى الراي العام.
رحل الرجل الذي تم تغييب صوته وكتاباته فترات طويلة، رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.