العالم كله الآن .. يواجه تحديات كبيرة جدا .. وأحداث متتالية يومية .. وأصبحت وتيرة التغيرات سريعة .. بشكل غير مستوعب .. لدرجة مخيفة .. فلا حال يبقى .. ولا وضع يدوم .. تغيرت الحياة .. وتغيرت معها شكل العلاقات والروابط .. ولا يمكن أن نتجاهل .. التغيرات الثقافية والاجتماعية .. والعائلية والمهنية.
كل هذا أصبح يؤثر بصورة مباشرة على المجتمع بصفة عامة والحالة النفسية واستقرارها للأشخاص بصفة خاصة وكذلك له تأثير على الجوانب الفسيولوجية والعقلية ونمط التفكير .
كل هذا أصبح يشكل ما يسمى بالضغوط الحياتية على الشخص والتي تنتج من الالتزامات الحياتية المختلفة في ظل كل هذه التغيرات .
فما هو مفهوم ضغوط الحياة ؟
قال البعض أنها عبارة عن تغييرات داخلية وخارجية ، تؤثر على الإنسان وتفرض عليه حالة معينة، وتتطلب منه التكييف والاستجابة والتأقلم للسير قدما في الحياة .
وقال آخرون أنها عبارة عن حالة من التوتر الانفعالي، تنشأ من المواقف التي يحدث فيها اضطرابات في الوظائف الفسيولوجية والبيولوجية، مع عدم كفاية في الوظائف المعرفية اللازمة لمواجهتها .
وتنقسم هذه الضغوطات إلى قسمين سنتعرف عليهما في هذا المقال :
أنواع ضغوط الحياة :
ضغوطات يومية :
وهي التي يعاني منها الشخص بشكل يومي ، مثل المشاكل العائلية والضغوط المادية والدراسية والاجتماعية والعاطفية والمهنية .
ضغوط غير عادية :
وهذا النوع ما يحدث بشكل مفاجئ نتيجة التعرض لحادث مؤلم، أو كوارث طبيعية .
ضغوط قصيرة الأمد :
وهي تحدث نتيجة تعرض الشخص لمشكلة ما لفترة قصيرة ، ثم يتغلب عليها مثل الخسارة المادية على سبيل المثال .
ضغوط طويلة الأجل :
وهي التي يتعرض لها الإنسان وتؤثر عليه لفترات طويلة من حياته كالإصابة بمرض مزمن أو خسارة شيء لا يمكن تعويضه.
كيف تؤثر الضغوط الحياتية على الإنسان ؟
الضغوط يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الإنسان بشكل كبير، ولهذا التأثير أشكال عدة ، فقد تكون تأثيرات صعبة لا يمكن تحملها ، وقد تكون بسيطة تستمر لفترة ثم تزول ، وتتمثل هذه التأثيرات فيما يلي :
تأثيرات نفسية :
وهي التي تعيق قدرة الإنسان على الانتباه والتركيز ، وتؤثر على الذاكرة والعصبية وسرعة الغضب ، وتشعره بالحزن والاكتئاب ، واستمرار هذه الآثار لفترات طويلة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ، مثل اضطراب العلاقات الأسرية والاجتماعية، وفقد القدرة على اكتساب المهارات .
تأثيرات فسيولوجية :
وهي التأثير على الجسد ، و على وظائف الأعضاء ،مثل نشاط عضلة القلب ،ومهام الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى نشاط العضلات ، فيؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم، ومستوى السكر في الدم ،والكثير من الأمراض .
تأثيرات سلوكية :
وهو تأثير غير مباشر، ناتج عن التأثيرات السابقة النفسية والجسدية، فيصبح الفرد أقل دافعية ،وتقل قدرته على الانجاز، وتنقص رغبته في تناول الطعام، وتختل ساعات نومه .
وبعد أن عرفنا كل هذه التأثيرات الصعبة على الإنسان من ضغوط الحياة ،وبعد أن شعرنا بخطورتها، فكيف لنا أن نتجنبها ؟وكيف نتعامل معها إن جاءت بلا إنذار ؟
طرق التعامل مع ضغوط الحياة :
إذا استشعرنا أننا نواجه ضغوطا، فيجب ألا نقف مكتوفي الأيد، بل يجب ألا نترك أنفسنا حتى تتمكن منا هذه الضغوط ، فنقع فريسة لها فتهزمنا نفسيا وجسديا ، فيجب أن نكون على وعي بكيفية مهاجمتها بكل الوسائل .
أولا: بعدم كتمان الأمور المزعجة ، بل التحدث مع شخص قريب للتخفيف منها .
ثانيا: بعدم التركيز على المشكلة بحد ذاتها، أو على أسبابها، بل يجب التركيز على الحلول المتاحة للخروج من الأزمة بأسرع وقت .
ثالثا : يجب الابتعاد عن المركزية وذلك بتفويض المهام لأشخاص آخرين يتمتعون بمواصفات تؤهلهم لما يكلفون به .
رابعا : الحصول على أوقات للرياضة والاسترخاء والراحة والنوم، عبر إجبار النفس على ذلك بجدول تقسيم وقت لكل هذه الأشياء،فهذا يؤهل الرأس على التركيز من جديد وتخفيف أثر الضغوط .
خامسا : وضع أهداف وخطة للعمل وعدم التحرك بغير خطة .
بهذا المقال عرفنا ما هي الضغوط ،و أخطارها الرهيبة التي قد تصيبنا دون إدراك منا، وقد نظن أن بكثرة التفكير قد نصل إلى تخطيها ، دون وضع خطة وبدون راحة أو استرخاء، ظنا منا أننا نتقدم في حل الضغوط ، لكن الحقيقة التي لا ندركها أننا بكثرة التفكير وبالحركة الغير منظمة نخطئ ونتراجع دون شعور منا إلا بعد فوات الأوان، هذه دعوة للتحرر من معتقداتنا القديمة ، ولمواجهة الضغوط بطريقة حضارية فعالة .