هروب مليارات الدولارات من مصر
مليارات الدولارات خرجت من مصر عبر شركات وهمية سرية
تتزايد علامات الاستفهام حول مشاركة بعض رجال الأعمال المصريين في شراء أدوات الدين المصرية التي تطرحها الحكومة المصرية، وذلك بعد سحب استثماراتهم أو جزء منها من السوق المحلية وإنشاء شركات بالخارج عبر ملاذات ضريبة آمنة “أوفشور”، وما يتبع تلك الأموال الساخنة من آثار سلبية على اقتصاد مصر المتداعي.
وأكدت بيانات رسمية زيادة حيازة المستثمرين الأجانب من أدوات الدين الحكومية مجددا بعد أن كانت الاستثمارات الأجنبية قد شهدت انخفاضا طفيفا في بداية آذار/ مارس الماضي على خلفية استحقاق أذون الخزانة لأجل عام.
وبحسب ما نقلته نشرة “إنتربرايز” الاقتصادية، فقد عادت حيازة الأجانب من أدوات الدين العام إلى مستويات ما قبل كانون الأول/ ديسمبر الماضي لتصل نحو 38 مليار دولار، كما أن الأسبوع الماضي شهد زخما بسوق الدين الحكومي، إذ اشترى المستثمرون الأجانب أدوات دين حكومية تخطت قيمتها الملياري دولار.
“لعبة الهروب وخطط العودة”
ويرى مراقبون أن “هناك لعبة بموضوع الاستثمار الأجنبي وضخ الأموال الساخنة في أدوات الدين المصرية ومنها أذون الخزانة، يقوم بها رجال أعمال مصريون تمثل أخطر وسائل غسيل الأموال”.
هروب مليارات الدولارات من مصر
وأكدوا لـ”عربي21″، أن “معظم إن لم يكن كل صناديق الاستثمار الأجنبية التي تستثمر في أدوات الدين المصرية بكل أنواعها هي أموال مصرية لكبار الفاسدين يتم غسلها من خلال صناديق الأوفشور”.
ولفتوا إلى أن “الأموال تخرج من مصر إلى ملاذات ضريبية آمنة بدول معروفة ويتم إنشاء صناديق أوفشور هناك، ثم تقوم تلك الصناديق بالشراء في أدوات الدين المصرية بأعلى عائد في العالم، ولأنها صناديق أجنبية يمكنها الخروج بأموالها في أي وقت وفوق أموالها أرباحها بالعملات الصعبة التي تعاني مصر شحا منها”.
وأوضحوا أن “تلك الصناديق لا تستثمر في أدوات الدين المصرية فقط ولكنها تستثمر في البورصة المحلية أيضا”، ملمحين إلى أنها “تمثل أدوات ضغط سياسي واقتصادي على الدولة المصرية، وأن بإمكانهم التسبب في سقوط البورصة كإحدى أدوات الضغط على القاهرة”.
وقالوا إن “أغلب رجال الأعمال المصريين الكبار.. أيضا يقومون بهذا الفعل.. وعلى رأسهم عائلات (ساويرس) .. كذلك وصلاح دياب وأبناء حسنين هيكل، وغيرهم”.. أيضا ملمحين إلى أن “الدولة تعرف هذه الحقائق.. ولكن الأمر يتم بعيدا عنها.. ذلك لأنها قانونا لا تستطيع مصادرة تلك الأموال الساخنة.. كما أنه يمكن لأجهزة المخابرات مع بعض البحث .. أيضا معرفة كل تلك الأسماء وما تقوم به”.
كذلك وبينوا.. أن “بعض الشخصيات معلنة ومعروف مشاركتها بالأموال الساخنة.. أيضا في أدوات الدين المصري.. مثل أبناء الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل.. حسن وأحمد.. فالعائلة تمتلك صندوق أوفشور .. أيضا مع بعض كبار رجال الأعمال .. وهذا الصندوق يدير محفظة أوراق مالية.. قيمتها تتعدى 5 مليارات دولار”.