منهاج الإخوان المسلمين وغاياتهم
إن دعوة الإخوان لها منهاجٌ واضحُ المعالم، وَضَعَه مؤسس الجماعة ومرشدها الأول الإمام حسن البنا- رحمه الله- ولا يستطيع أي داعية أو مصلح أن يفهم طبيعةَ هذا المنهج ورؤيته للعمل للإسلام إلا بقراءةٍ واعيةٍ ودراسةٍ متأنيةٍ لرسائل الإمام الشهيد، رضوان الله عليه.
لقد حدَّد الإمام البنا- رحمه الله- رؤيته حول منهج الإخوان وميزاتهم في رسالة “هل نحن قوم عمليون”، فقال:
“أنت إذا راجعتَ تاريخ النهضات في الأمم المختلفة شرقيةً وغربيةً، قديمًا وحديثًا,
رأيتَ أن القائمين بكل نهضةٍ موفَّقةٍ نجحت وأثمرت كان لهم منهاجٌ محدودٌ عليه يعملون،
وهدفٌ محدودٌ إليه يقصدون.. وضعه الداعون إلى النهوض، وعملوا على تحقيقه ما امتد بهم الأجل، وأمكنهم العمل,
منهاج الإخوان المسلمين وغاياتهم
حتى إذا حيل بينهم وبينه، وانتهت بهم تلك الفترة القصيرة: فترة الحياة في هذه الدنيا, خَلَفَهم من قومِهم غيرُهم، يعملون على منهاجهم، ويبدءون من حيث انتهى أولئك،
لا يقطعون ما وصل، ولا يهدمون ما بنَوا، ولا ينقضون ما أسسوا وشادوا، ولا يخرِّبون ما عَمَّروا،
فإما زادوا عمل أسلافهم تحسينًا، أو مكَّنوا نتائجه تمكينًا، وإما تبعوهم على آثارهم، فزادوا البناء طبقةً، وساروا بالأمة شَوْطًا إلى الغاية؛
حيث يصلون بها إلى ما تبتغي، أو ينصرفون راشدين، ويَخلُفُهم غيرهم.
وهكذا دواليك حتى تحققَ الآمال، وتصدقَ الأحلام، ويتمَّ النهوض، ويثمرَ الجهاد، وتصلَ الأمة إلى ما إليه قصدت، وله عملت، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ