مداخلة حول ذكري النكبة
المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين ومداخلة حول ذكري النكبة
إذا فإنَّ من إفرازات العدوان الوحشي الجاري على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر.. حيث أنّه ساهم بشكل متقدم بحسم معركة السرديات بحقيقة أحداث حرب عام 1948.. أيضا وتفاصيل ما جرى وأدى لنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده.. كذلك فقد حرص طرفا الصراع؛ الصهيوني المعتدي والفلسطيني الضحية، طوال ما يقرب من ثمانية عقود .. أيضا على تقديم روايتيهما المتناقضتين للعالم لإثبات عدالة قضيتيهما المختلفتين.
تمر ذكرى النكبة هذا العام في ظل أحداث جديدة ومتغيرات غير مسبوقة.. كما تحمل في طياتها نسائم الأمل وملامح الخلاص من هذا الاحتلال الغاشم الذي مر عليه ٧٦ عامًا، ذاق خلالها أهل فلسطين الويلات.. أيضا وتعرضوا لجرائم فاقت الخيال، وسط حالة من الخذلان والضعف الرسمي.
لقد أثبت “طوفان الأقصى” بسالة المقاومة وصمود الحاضنة الشعبية، وأن هزيمة هذا الكيان ليست ضربًا من المستحيل، وليست أملًا بعيد المنال، أو هدفًا صعب التحقق.
مداخلة حول ذكري النكبة
كما أثبت “طوفان الأقصى” أن نكبة فلسطين ١٩٤٨ لم تكن نتيجة نقص إمكانيات وعتاد، ولكنها كانت نكبة خذلان وهزيمة نفسية، عندما قبل حكام العرب بالهدنة التي أعقبها إعلان دولة الكيان اللقيط، وهم يحاولون اليوم أن يكرروا الشيء نفسه، رغم ما أوقعته المقاومة بالعدو من خسائر لم يشهدها من قبل.
وبرهنت المقاومة أن قوة العقيدة وتوظيف الإمكانيات المتاحة وإحياء فريضة الجهاد هي أول مفاتيح النصر وتحرير الأرض، فأحْيَت القضية وأثخنت في العدو الذي ادَّعي كثيرًا أنه “الجيش الذي لا يقهر”!
لقد كانت قضية فلسطين ومازالت قضية الأمة المركزية؛ التي أوْلتها جماعة “الإخوان المسلمون” الاهتمام الذي يليق بها فقدَّمت في سبيل تحريرها الأرواح والدماء مشمولة بكافة أشكال الدعم، إلى أن تأسَّست على طريقها حركة المقاومة الإسلامية؛ لتكون القاطرة التي تقود إلى التحرير ومعها كل مكونات الأمة تدعم وتقدّم التضحيات.
إننا لن نكون مبالغين إذا قلنا إننا نرى ملامح النصر باديةً، ومعالم التحرير بيِّنةً، تترقب التفاف الأمة حول راية التحرير؛ تحرير فلسطين، كل فلسطين!
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: 4-5).
والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الاعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمون”
الأربعاء ٧ ذو القعدة ١٤٤٥هـ، ١٥ مايو ٢٠٢٤م