هل الزواج غاية أم هدف ؟؟
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم :آية21
لقد خلق الله لآدم حوائه من ضلعه لتكون أقرب له من كبده ، وجعل بينهم المودة والرحمة ؛ ليسعدا ، ويعينا بعضهما للغاية العظمى ، وهي الوصول لرضا الله والجنة؛ وللوصول لهذه السعادة سنتعرض هنا في هذا المقال لبعض النقاط التي يجب على كل راغب في الزواج الوقوف عندها قبل الإقدام .
فهل أنت مستعد الآن للزواج ؟؟
والإجابة هنا يجب أن تكون متأنية بعد دراسة لنفسك ؛ لكي لا تدخل إلى ذلك العالم الجديد بدون مؤهلات تؤهلك لقيادة هذه السفينة ؛ فتغرق أو على أقل تقدير تظل متأرجحة وسط أمواج عاتية ؛ تجعل جميع راكبيها دائما في حالة ترقب وخوف ، ولن يستشعروا السكينة والأمان المأمولين .
ما الذي يجب أن أدرسه في نفسي ؟
و لكي تقود سفينتك وتصل بها لبر الأمان ؛ اسأل نفسك : من أنا ؟ ما هي مميزاتي وعيوبي ؟ ماذا أحب ؟ وماذا اكره ؟ ثم ما الذي يغضبني ؟ وما الأشياء التي تسعدني ؟ كلها تساؤلات يجب أن اطرحها ، وأجيب عليها ، وأبحث في الطرف الأخر عما يتوافق معها .
ثم يأتي السؤال المنطقي المترتب على ما سبق ما هي طبيعة شخصيتي هل أنا عصبي أم هادئ ؟ هل أنا بسيط أم ذو شخصية مركبة ؟ وما هي الشخصية التي من الممكن أن تتوافق معي ؟ وهل هناك من سيتحملني ؟ أم يجب أن أذهب لمتخصص ، أو أطلب المساعدة .
ثم بعد ذلك أسأل نفسي : هل أنا قادر على التعبير عن احتياجاتي ورغباتي بوضوح ؟ أم احتاج إلى دراسة مهارات التواصل قبل الإقدام على الزواج ؟ لأن للأسف عدم القدرة على التعبير تجعلني أنتظر من الأخر أن يفهم ما أريد من بين سطور الكلام ، أو من نفسه ، وهذا غير منطقي في العلاقات .
كذلك يجب أن أدرس حقوقي ، وواجباتي تجاه من ستكون زوجتي من ناحية ، وأيضا تجاه أهلها وحتى أهلي أنا من ناحية أخرى ؛ فلا ينبغي أن أظلم أحدا منهما كي أنصف الأخر فكل له حقوق، فلابد أن أرسم الحدود ، وشكل العلاقات بين الجميع من كل النواحي ، فكما أن البعض يحب أن تكون علاقاته بأهل زوجته متداخلة ، فهنالك أيضا البعض الأخر يحبها سطحيه وذات حدود .
وبعد ذلك اسأل نفسي هل أنا على علم بفقه الاختلافات بين المرأة والرجل في التعاملات وطرق التفكير ؟ فهناك من يتعامل مع زوجته كصديقه ، وأيضا هناك من تعامل زوجها كأختها ؛ فتحدثه بأسلوب غير لائق كرجل ، على سبيل المثال .
وأيضا يجب أن أقف مع نفسي واسألها : ماذا عن الإدارة والمسؤولية ؟ هل أنا قادر على عول الآسرة ماديا ؟ ، هل استطيع أن أتحمل أعباء أولاد وتربيتهم ؟
وكذلك لابد من الإلمام بالثقافة الجنسية ؛ فيجب أن يلجا الشاب والفتاة للتعلم من المختصين ، أو الأهل . ولا يجب الإلمام بها من وسائل التكنولوجيا والأصدقاء، وغيرهم من الوسائل الغير آمنة .
والأهم هو تعلم ثقافة الاعتذار، وعدم المكابرة عند الخطأ ، والتراجع فى القرارات التي قد تؤثر على الحياة بالسلب .
ومن أهم الأشياء التي يجب فعلها بعد كل هذا أن ابحث عمن يتناسب مع صفاتي ، ومن يستطيع تحملي، وكذلك التزم بالصراحة التامة مع الطرف الأخر في رؤيتي ومعتقداتي عن الزواج ، وعن شخصيتي وطباعي .
ومن المهم أنني إذا توصلت إلى خلل عندي ، أو عدم اكتمال رؤية في أحد جوانب معرفتي أن أنميها أو أحاول التغلب عليها ، أو الذهاب لمختصين و طلب المساعدة .
كل هذا قبل الإقدام على الزواج ، وأثناء البحث عن شريكي الذي سأكمل معه الحياة ؛ حتى تصير الحياة جنة في الأرض تأخذنا إلى جنة المولى عز وجل . وبهذا نكون قد لفتنا النظر إلى النقاط التي يجب أن اسأل نفسي عنها ؛ حتى أقرر إذا كنت مستعدا للزواج ، أم إنني مازلت احتاج لزيادة معرفتي ، ومحاولة التغيير ، والتعلم ؛ فالحياة الزوجية إذا نجحت عمرت الأرض وإذا فشلت تركت أثارها على المجتمع ككل فيجب ألا ندخلها إلا ونحن مؤهلون لهذا الهم اللذيذ .