(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،
شهر رمضان من أعظم الشهور عند الله تعالى، فهو شهر البركات و الرحمة ، وهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات.
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم .
وتنظيم الأعمال في شهر رمضان وفق جدول معين من أفضل الطرق لتنظيم الوقت في كل حين .ولكن تنظيم الوقت في هذا الشهر الكريم خاصة هو الأمر الوحيد الذي يؤهلنا لنستثمر هذا الشهر للخروج منه بمزيد من الأعمال التي تثقل الميزان .
واليك أيها القارئ ذو الهمة نموذج لترتيب الوقت في يوم من أيام رمضان وليته يكون لكل أيامنا .
جدول لتنظيم يوم رمضاني .
فأولا يكون بداية اليوم بالسحور ،كلما اقترب وقت السحور من الفجر كان ذلك أفضل.
ثم أداء صلاة الفجر جماعة ، فترديد أذكار ما بعد الصلاة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويفضل الجلوس في المسجد للذكر، وقراءة القرآن، والدعاء إلى طلوع الشمس، كما كان يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد صلاة الفجر.
ويليهم بصلاة الضحى، فتصلى ركعتين أو أكثر، ويبدأ وقتها بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريبا، ويفضل تأخيرها إلى حين وقت ارتفاع الشمس، واشتداد الحرارة.
ثم أخذ قسط من النوم و الراحة ، بنية التقوي على العبادة ، وكسب الرزق قبل الذهاب إلى العمل إن أمكن ذلك ؛ حتى يحصل الأجر والثواب خلال النوم.
وبعد هذا نمارس أعمالنا الدنيوية للحصول على أرزاقنا والقيام بأعمالنا التي توفر لنا أسباب المعيشة كتوفير الحاجيات وتجهيز طعامنا وتنظيف أماكننا وتنظيم أغراضنا مع الانتباه لصلاة الظهر والعصر مع تخصيص وقت بعد كل صلاة للذكر .
ثم أخذ قسط من الراحة للاستعداد لصلاة التراويح في الليل، ويمكن الجلوس في المسجد و قراءة القرآن في حال عدم الشعور بالتعب والإرهاق.
الاستعداد للإفطار قبل أذان المغرب، ويمكن استغلال هذا الوقت بالدعاء، أو الحديث المفيد مع الأهل، أو قراءة القرآن، ومن أعظم الأمور المساهمة في تحضير الطعام للصائمين، والمشاركة في توزيعه عليهم.
الإفطار ثم صلاة المغرب في جماعة، ومن ثم صلاة السنة الراتبة ركعتين، ثم تناول الطعام، وينصح استغلال وقت العائلة بما ينفعهم ؛ مثل: قراءة القصص، أو الحديث المباح، أو أي فكرة أخرى، ويبعدهم عن المحرمات، والمنكرات الأخلاقية والعقائدية التي تبثها وسائل الإعلام.
ثم الاستعداد لصلاة العشاء، والتبكير بالخروج إليها. أداء صلاة العشاء جماعة، ثم أداء سنة العشاء ركعتين، والقيام لصلاة الترويح خلف الإمام إلى أن ينصرف، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ).
ثم من يجد في نفسه القدرة على صلاة الليل فليفعل قبل أن يختم ليلته بالوتر قبل السحور .
وبهذا يكون يوم المسلم الحق في أيامه كلها ؛ أما وأننا ننشغل أحيانا وندور في دوامة الحياة أحايين أخرى ،وقد تفتر الهمم كما قال الرسول صلوات ربي عليه ؛فهذا وقت الصحوة من كل عام ،يأتي ليذكرنا بمهامنا المؤجلة والتي ننشغل عنها ويذكرنا بأننا كم انشغلنا وكم قصرنا .
فهيا بنا نجدد نوايانا ونذكر أنفسنا بأننا يجب أن نستفيق من غفلتنا ، ويجب أن نتمسك بأن يكون يومنا هكذا طوال العام ، وننوي أن نظل ؛ لعل الله يرضى عنا ويوفقنا لتكون حياتنا بهذا التنظيم دوما ، عل الله يرضى عنا .ويرضينا ويدخلنا جناته التي هي غاية المسلم .