فيـلـم رحــمــة للعـــــالـمـيـن
يعرض فيلم رحمة للعالمين علي شاشة قناة وطن أول أيام عيد الأضحي المبارك
الرحمة… صفة قرنها الله تعالى بوصفه بالاستواء على العرش قال تعالى: (الرحمن على العرش استوى)، فدل على أن الرحمة أصل تدبير الكون كله؛ حيث العرش أعلى المخلوقات وتحته كل الكون. ومما يعضد هذا حديثه صلى الله عليه وسلم عن قسمة الله لجزء واحد من رحمته به يتراحمون، ليدخر الباقي ليوم القيامة.
من هنا نفهم أن الرحمة: عاطفة تدفع للشفقة والبر، ولكن هذا المعنى لا ينطبق بطبيعة الحال على الرحمة كصفة لله تعالى، بل هو مرتبط بالبشر وحسب، فالعاطفة في البشر تنجم عن ضعف يجل الله عنه.
أما في حالة الإنسان فإن أتم الرحمة كان النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان في ذاته رحمة، في صفاته، وأخلاقه،
ولو كان في بعضها على خلاف الرحمة لما كان لدعوته كل هذا الأثر.
وكانت نبوته رحمة، فإن كانت نبوة كل نبي رحمة، فنبوته صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين،
يقول تعالى على لسان أنبيائه: (وآتاني رحمة من عنده)، لكن هذه كانت: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
فيـلـم رحــمــة للعـــــالـمـيـن
إنه في ذاته رحمة، وفي رسالته رحمة، ولكل العالمين، والعالمون تشمل الإنس والجن، وكل الكائنات الحية،
ولذلك فأنت تجد لها جميعا مكانا في شريعته، وذلك عبر بابين باب الحق، وباب الفضل،
فللحق موضعه، والخيار في الفضل للفاعل حسب سعته وطاقته.
أيضا كان من الطبيعي مع كل ما ذكرناه أن يصفه القرآن بأنه رؤوف رحيم، يقول تعالى:
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)،
كذلك والرأفة رحمة خفية خالصة، والرحيم لفظ أعم يشمل حتى ما لا تكون فيه رحمة خفية،
بل قد يكون رحمة ظاهرة وحسب كما لو عفا عن حقه رحمة بمن أخطأ في حقه بغير أن يكون لذلك معنى أبعد من الرحمة الظاهرة.
أيضا فإن هذه الرحمة بحاجة لتنزيل في حياتنا اليومية، في صورة شفقة، ورفق وبر،
إذا الشفقة بحيث تكون لدينا العاطفة الكافية للعطاء بلا كلل، والرفق، فلا يكون في العطاء مَنّ ولا أذى، ولا كبر، ولا شدة ولا غلظة،
كذلك والبر مبادرة بفعل الخير وتعجيل به وعمله بغير انتظار نتيجة من الآخرين. فهكذا كان وهكذا فلنكن.. والطريق الأقرب. . الصلاة عليه. فصلوا عليه وسلموا تسليما .