في ذكرى مولده الرسول قدوتنا
إذا يعد يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أسعد يوم في تاريخ البشرية؛ لأنها كانت في طريق الانتحار، فقد نسى الإنسان خالقه فنسى نفسه ومصيره، وفقد رشده ورسالته التي خلق من أجلها، ومن ثم استمرأت البشرية حياة الوثنية، وسيطرت عليها مظاهر الجهالة والضلالة، والفساد،
وفقدت الرسالات السماوية التى جاءت للناس من قبل مهمتها وتأثيرها، فقد طرأ عليها أيدي أتباعها التحريف والتغير، وتسربت إليها مفاهيم العنصرية والوثنية، فلم تعد خالصة للهداية والإصلاح.
وكان إنقاذ البشرية مما تردت فيه وإخراجها من الظلمات إلى النور لا يستطيع أن ينهض به زعيم أو مصلح، لأن الفساد الذي هيمن على المشاعر والضمائر فأهدر كرامة الإنسان، وجعل الناس كوحوش الغابة، يفتك الأقوياء والضعفاء دون أن يردعهم رادع من دين، أو يزجرهم من خلق لا يمكن لبشر عادى مهما تكن طاقاته الفكرية، وتوجهاته الإنسانية أن يتصدى له ويقضى عليه.
لقد كان العالم قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حاجة ماسة إلى نبى يرسله الله بعقيدة
ذلك ليقتلع بها جذور الفساد، ويستأصل شآفة الوثنية ويرسخ عقيدة التوحيد فى أعماق النفس؛
أيضا لتولد من جديد ولادة تسلك بها طريق السعادة فى الدنيا والآخرة.
كذلك واليوم تهل علينا ذكرى ميلاد النورالهادى محمد صلى الله عليه وسلم لتضئ لنا طريق الأمل من جديد، كما أضاءته للعالم من قبل.
في ذكرى مولده الرسول قدوتنا
كما إن علينا واجب وفرض تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم ليس منة ولا نافلة ولا أمرا ثانويا إنما هو دين ندين به لله تعالى نسأل عنه يوم القيامة من هذا الواجب:
1- الإيمان به صلى الله عليه وسلم:
إذا فالإيمان به صلى الله عليه وسلم من أركان الإيمان التي يجب على المسلم الإيمان بها،
كذلك ومن هذه الأركان الإيمان بالرسل، وهو صلى الله عليه وسلم رسول من أولئك الرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم،
2_محبته صلى الله عليه وسلم:
أيضا وهذا حق من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته، وواجب عليهم أيضاً، فينتفي الإيمان بعدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أوجب الله محبة نبيه في كتابه العزيز، فقال تعالى
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾
3- نصرته والغيرة على دينه صلى الله عليه وسلم:
إنَّ الغيرةَ على دينِ الله وحرماته، من صفاتِ المؤمنين الأعزاء، فهي من مقتضياتِ الإيمان، تقوى بقوته وتضعف بضعفه،
وتفقد الغيرة حيثُ لا يكون القلبُ مؤمناً، وفي الحديث: (المؤمنُ يغار واللهُ أشد غيرة)،
والغيرةُ هي التألم والغضب على حق يهان ويقهر، أوباطل يحمى وينصر،
وينتج عن هذا التألم والغضب، مساندة الحقّ ومقاومةَ الباطل.
في ذكرى مولده.. الرسول قدوتنا | د. ونيس المبروك – عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الرسول قدوتنا