فقه التعايش مع الآخر
نادرًا ما نجد في الـمصادر التُّراثية الإسلامية القديمة ألفاظا من مثل: “العيش” أو “التعايش” أو “العيش الـمشترك”، بالـمعنى الـمُراد منها في الأزمنة الـحديثة. والسَّبب في ذلك يرجع إلى عدم الانشغال بقضايا الاختلاف؛ حتَّى في مستوى العقائد، وفقًا للمبدأ القرآنيِّ الكريم:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة: 256] و {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.[الكهف: 29]
كلفتنا مشرفة البحث في الجامعة بالبحث في موضوع التعايش مع الاخر،.. مما جعلني أقف وأبحث بجدٍ وكد ثم أدهشني الموضوع، فتأملتُ كيف دعا الإسلام إلى التعايش مع الآخر ثم ربطت في ذهني بين “الإسلام فوبيا” ..الذي ينتشر في خارج الدول الإسلامية..، ويبرر جرائم بعض من يعتدي على المسلمين في القارة الأوربية..ويحتج على فعلته تلك بأن الإسلام دينٌ إرهابي وعنصري.
فقه التعايش مع الآخر
ثم نظرت وقرأت بعناية، ..هل الاسلام فعلاً دين عنصري… أم أن هذا الرأي هو مجرد قول “خرج من كيس قائله” ..كما تقول جدتي!
تأملتُ وقرأت فصولاً في تاريخ المسلمين وفي تاريخي كمسلمة بشكل عام، فوجدت صوراً جميلة تدل على التعايش المذهل،.. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقد جاره اليهودي الذي كان يؤذيه ويلقي بالقاذورات ..والنفايات أمام باب منزله فذهب لتفقده اعتقاداً منه بأن ذلك الجار ليس على ما يرام ..وكان الأمر كما اعتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان اليهوديّ طريح الفراش.
ألن يدل هذا على التعايش فعلا، نبيّ بعظيم منصبه وجلالة قدرة عند المسلمين…. يذهب لزيارة رجل مخالف له في الدين والعقيدة، وفوق كل هذا كان يؤذيه في عرضه وبيته وبلسانه،.. فلم يقل هو كافر لا أزوره، هذا معلمنا الأول يعلمنا ..درس التعايش مع الآخر ويتعامل بقمة الإنسانية.
فقه التعايش مع الآخر
ثم وجدتُ أخلاق المسلمين في دخولهم لسمرقند، وكيف حكم القائد بخروج جيش المسلمين حتى لا يكره أهل سمرقند على الإسلام، لإن من شروط الفتح الإسلاميّ هو دخول أهل البلاد في الإسلام طواعية دون إكراه أو إجبار، فلما رأى أهل سمرقند أخلاق القادة المسلمين أسلموا حباً وطوعاً وأردوا الدخول في هذا الدين الذي يحث على التنازل والتعايش.
فهل أقول هذه ديموقراطية إسلامية؟ بالطبع لا، فأنا أتحدث عن التعايش من منظور إسلامي تاريخي وليس من منظور حزبيّ حديث، وما أكثر المواقف التي تنص على التعايش بين المسلمين.
نجد في واقعنا نماذجَ رائعة للتعايش مع الآخر، ففي بلاد الشام ومصر على سبيل المسلمين صورٌ رائعة من التعايش مع أهل الأديان المختلفة. ولا أخفي بأنني لم أقتصر في البحث والقراءة عن التعايش مع منهم مخالفين لنا في الدين، بل حتى فيمن يختلف معنا في الرأيّ العام، أو المذهب من أبناء جلدتنا وملتنا، فعلى سبيل المثال لا يعنيّ الكف عن الجدال والتنازل عن المخاصمة بأننا خسرنا المعركة، لا بل يدلُ ذلك على الحكمة واللطف.
فقه التعايش مع الآخر.. شاهد التفاصيل مع د. أكرم كساب – داعية إسلامي
المتحور الجديد لفيروس كورونا يصل إلى مصر.. كيف يتعامل المواطن معه؟.. شاهد التفاصيل مع د. مصطفى جاويش – وكيل وزارة الصحة الأسبق وخبير الوبائيات
فاتورة الصراع في السودان.. موجات لجوء وانهيار معيشي وأزمات إنسانية.. شاهد التفاصيل مع عادل عبدالعاطي – رئيس حملة سودان المستقبل.. و فتحي يوسف – ناشط سياسي سوداني