غزوة بدر وانتصار المقاومة
وكان الحدث الأهم والأعظم ..في هذا الشهر هو انتصار المسلمين في غزوة بدر،.. التي سماها الصحابة “بدر الفرقان”، لأن الله تعالى ..فرق فيها بين الحق والباطل.
بدأت قصة غزوة بدر عندما علم الرسول الكريم بأمر قافلة قريش ..التجارية العائدة من الشام،.. وبها تجارة أكابر قريش الذين سبق وأنهم نهبوا من قبل بيوت وأموال المسلمين.. ظلماً وعدواناً،.. وليس لأي ذنب فعلوه ..غير أنهم قالوا ربنا الله،
غزوة بدر وانتصار المقاومة
أراد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يسترجع المسلمون أموالهم المنهوبة، فأرسل الصحابي “بسبس بن عمرو”؛ لجمع المعلومات عن القافلة فعاد بالخبر الذي جعل الرسول ينادي في أصحابه بالخروج لملاقاة القافلة، فكان خروجه من المدينة في اليوم الثاني من رمضان من السنة الثانية للهجرة.
كذلك وكلف عبدالله بن أم مكتوم بإمامة الناس في الصلاة، ..ثم خرج ومعه بضعة عشر وثلاثمائة ..من الصحابة وفرسان و70 بعيرا..، وتناوب كل ثلاثة من المسلمين على بعير واحد،.. ويرجع ضعف قوات المسلمين الى أنهم لم يخرجوا للقتال ..وإنما خرجوا لاسترداد ما نهب منهم،.. فنزلوا ببدر وهو بئر بين مكة والمدينة.
كذلك وعندما علم أبو سفيان بأمر اعتراض قافلته ..أرسل عمرو بن ضمضم الغفاري إلى قريش.. يطلب العون فاستشاطت قبائل قريش.. وسارعوا إلى الخروج.. لمواجهة المسلمين..، وكان عددهم ألف رجل ومائتي فرس،.. وكان قائدهم عمرو بن هشام “أبو جهل”.
ورغم أن أبا سفيان نجح فى الإفلات من كمين المسلمين،.. إلا أن قريشا قد أصرت على مواصلة الحرب.. حتى لا يعاود النبى وأصحابه مهاجمة قوافلهم التجارية،.. ..وقال أبو جهل: “والله لا نرجع حتى نرد بدراً ..فنقيم عليها ثلاثا تنحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف.. علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا ..وجمعنا فلا يزالون يهابوننا ..أبدا بعدها فامضوا”
غزوة بدر وانتصار المقاومة
كذلك فلقد أراد الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ العير “أى إبل القوم” وأراد الله النفير “أى الحرب”، لتكون أول حرب بين الإسلام والشرك، وفى ذلك يقول الله تعالى فى محكم كتابه العزيز: “وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ”.
اندلع القتال في 17 رمضان ..من السنة الثانية للهجرة ..بمبارزات فردية فبارز حمزة بن عبد المطلب شيبة ..بن ربيعة فقتله، ..وبارز علي بن أبي طالب الوليد بن عتبة فقتله،.. أما عبيدة بن الحارث فقد استشهد على يد عتبة بن ربيعة فقام حمزة وعلي فاقتصاه من عتبة، واشتدت المعركة واعتمد المسلمون أسلوب الكر والفر في قتالهم.
كذلك فالرسول ـصلى الله عليه وسلم ظل يدعو ويرفع يديه حتى سقط رداءه وظهر بياض إبطيه فاستجاب الله لدعائه وأوحى له (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ)، وتحقق النصر للمسلمين وقتل من المشركين سبعين، وأُسر سبعون، وكان أكثرهم من قادة قريش، واستشهد من المسلمين أربعة عشر من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
غزوة بدر.. انتصار إيماني ورمز للمقاومة في شهر الانتصارات