غزة وأنصار هذا الزمان
غزة تسأل الأمة.. أين أنصار الهجرة في زماننا؟
لقد أصبحت الأمـة اليوم كما تعلمون غثاءًا كغثاء السيل، لقد تمـزق شملها وتشتت صفها، وطمع في الأمـة الضعيف قبل القوي، والذليل قبل العزيز، والقاصي قبل الداني، وأصبحت الأمة قصعة مستباحة كما ترون لأحقر وأخزى وأذل أمم الأرض من إخـوان القردة والخنازير، والسبب الرئيس أن العالم الآن لا يحترم إلا الأقوياء، والأمة أصبحت ضعيفة، لأن الفرقة قرينة للضعف، والخذلان، والضياع،
والقوة ثمرة طيبة من ثمار الألفة والوحدة والمحبة، فما ضعفت الأمة بهذه الصورة المهينة المخزية إلا يوم أن غاب عنها أصل وحدتها وقوتها ألا وهو ((الأخوة في الله)) بالمعنى الذى جاء به رسول الله فمحال محال أن تتحقق الأخوة بمعناها الحقيقي إلا على عقيدة التوحيد بصفائها وشمولها وكمالها، كما حولت هذه الأخوة الجماعة المسلمة الأولى من رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم.
الأخوّة في الله:
هي منحة قدسية وإشراقه ربانية ونعمة إلهية يقذفها الله عز وجل في قلوب المخلصين من عباده الأصفياء من أوليائه والأتقياء من خلقه، قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63]. إن الأخوة في الله هي طريق إسعاد البشرية بوجه عام لذلك لا يتصور للجماعة المسلمة أن تقوم أو يشتد عودها بدونها:
غزة وأنصار هذا الزمان
فبالأخوة يصبح أفراد الجماعة المسلمة كأغصان الشجرة الواحدة لا تكاد تؤثر فيها عواصف الأعداء، والأخوة لكي تؤدي ثمارها المرجوة لابد أن تنطلق من رياح الأهواء الإيمان بالله بل هما ركيزتان متلازمان لا يستغني أحدهما عن الآخر. إن نعمة الأخوة هي أثمن منحة ربانية للعبد من بعد نعمة الإسلام، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قلوبِكُمْ} [آل عمران: 103].. كذلك والأخوَّة هي روح الإيمان الحي، ولبَاب المشاعر الرقيقة.. التي يكنَّها المسلم لإخوانه.. حتى إنه ليحيا بهم ويحيا لهم.. أيضا حتى كأنهم روح واحد حلَّ في أجسام متعدِّدة.
ثانياً: فضل التآخي بالله والتحابب فيه:
كما وردت نصوص كثيرة.. أيضا في بيان فضل الأخوة في الله.. كذلك والتلاقي عليه، والتحابب فيه.. كما ورتبت عليها الأجر الجزيل، والثواب العظيم في الدنيا والآخرة..
1- الأخوة في الله نعمة الله وفضله:
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكنْتُمْ عَلَى شَفَا حفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].
2- الأخوة في الله طريق لمحبة الله تعالى:
أيضا تحصيل محبة الله تعالى.. كذلك غاية قلوب الموحدين.. وقد بينت النصوص.. أيضا أن محبة الله تعالى تتحصل بمحبة الأخوان .. وحسن عشرتهم ومواساتهم.. كذلك وموالاتهم والتزاور بينهم.