غزة تعيش رغم الآلام
فرضت دولة الاحتلال عام 2006 حصاراً بريّاً وجويّاً وبحريّاً على قطاع غزة، فازدادت معاناة مواطني القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون فلسطيني، ويقبعون تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967.
واللافت للنظر، بما لا يقل أهمية عن موضوع الحصار، هو طريقة تأقلم الفلسطينيين مع الوضع البائس الذي يعيشون فيه هناك
وجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم مكرهين على اجتراح حلول تساعدهم على التأقلم مع الوضع المعيشي المأساوي الناتج عن الحصار، الذي أدى إلى نقص شديد في المواد الأساسية التي يحتاجونها، مثل الغذاء والوقود، كما أعاق عملية النمو الاقتصادي في القطاع لفترة طويلة الأمد، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كثيرة، مثل صعوبة الحصول على الخدمات الطبية أو مياه الشرب النظيفة، أو حتى التعليم اللازم لأبنائهم.
إلا أن الفلسطينيين لم يستسلموا لهذه الظروف، وقرروا التغلب على العقبات المترتبة عن الحصار الصهيوني، ليعيشوا حياتهم بكرامة، رافضين الاستسلام للذل
خلال فترة الحصار، شن الاحتلال ثلاث مرات عدوانًا عسكريّاً على قطاع غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014.
فاقمت هذه الهجمات العسكرية من مأساوية الوضع في القطاع، حيث دُمرت عشرات آلاف المنازل والمدارس والمباني العامة والتجارية. وتبدو عملية إعادة بنائها شبه مستحيلة؛ لأن الحصار الصهيوني المضروب على غزة يمنع دخول مواد البناء اللازمة للإعمار.
غزة تعيش رغم الآلام
اضطر الفلسطينيون للبحث عن وسائل أخرى لإعادة بناء ممتلكاتهم ومبانيهم، فهرّبوا الاسمنت ومواد البناء عن طريق الأنفاق، كما استعانوا ببعض المواد التي عثروا عليها بين أنقاض بيوتهم المدمرة
يبذل أهالي قطاع غزة قصارى جهدهم ليعيشوا حياة طبيعية في ظل الحصار المشدد والظروف القاسية الناجمة عنه. ويستمدون عزمهم هذا من حاجتهم للتأقلم مع هذه الظروف، وهو ما يعدّ دلالة على قوتهم وتصميمهم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
يستجمّ أهالي قطاع غزة على شاطئ البحر، ويصطادون السمك، بالرغم من وجود السفن الصهيونية التي تهددهم وتستهدفهم. ويخاطر المزارعون الفلسطينيون بحياتهم، بدخولهم لأراضيهم الزراعية التي يعتبرها الاحتلال مناطق عسكرية مغلقة. كما يواظب الأهالي على إرسال أبنائهم إلى المدارس، رغم الغارات الصهيونية الجوية التي تستهدفها. كل هذه الأفعال تأتي لتثبت للعالم بأسره أن أهالي غزة لم ولن يسمحوا للاحتلال الصهيوني بتقييد حياتهم اليومية.
ويتغلب جمال طبيعة مواطني غزة وأرضهم على الظروف القاسية التي يعيشونها…