عيد الفطر في المهجر
يشكل العيد طقساً من طقوس الحنين،.. فبمعزل عن معانيه الروحية ..ومقاصده الشرعية، ..هو مرتبط بأذهان المعيّدين.. بأجواء وسلوكيات معينة، ..هي بالضرورة محببة إلى قلوب من يفعلونها… وطقوس العيد.. تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة،.. لذلك يشعر المهاجرون، ..سواء منهم الطوعيون ..أو القسريون بالغربة،
كذلك عندما لا يجدون في العيد.. كثيراً من تلك الطقوس.. التي كانوا يعيشونها في بلادهم،.. رغم أنهم يحاولون أن يخلقوا تلك الطقوس، وإن كان افتراضياً، حتى يعلموا أطفالهم معاني هذا العيد وأهدافه.
عيد الفطر في المهجر
كذلك زنيار علي لاجئ سوري في فرنسا ..منذ عدة سنوات، يقول لـ” المهاجرون الآن”…. إنه يحاول أن يخلق أجواء العيد،.. ” بالنسبة لعائلتي.. عندي طفلة عمرها 5 سنوات،.. أحاول أن أعلمها هذه الطقوس ..عبر صناعة حلويات العيد،.. وشراء ملابس جديدة، وتشغيل تكبيرات العيد.. عبر تسجيلات اليوتيوب،.. ومحاولة الخروج في نزهة، .كذلك كونه لا يوجد عطلة رسمية لعيد الفطر ..في هذه البلاد”،.. مشيراً إلى أن كل هذا فقط كي تشعر الطفلة.. “أن هذا اليوم مميز، فلا قبور تُزار،.. ولا أقارب يأتون لمعايدتنا هنا”
أيضا الغربة في إحدى معانيها هي ..فقدان الأهل والأحبة،.. الذين يضفون حس التعاون والأخوة فيما بينهم، ..فضلاً عن الاشتياق لأجواء محددة تصبغ الذاكرة ..بألوان من البهجة والفرح،.. وعند فقدان هذا هنا يمكن أن نقول ” الغربة كربة”..، خصوصاً للمهجرين القسريين ..ضحايا الاستبداد السياسي والديني..، فهؤلاء لم يعد باستطاعتهم العودة إلى بلادهم،.. أقلها على المدى المنظور.
ذكرى أليمة
كذلك فسُليمى علي، طالبة ماجستير في العلوم الاقتصادية بفرنسا،… ولاجئة سياسية تقول لمنصتنا ..إن العيد بالنسبة لها هو ذكرى أليمة ..وطقس من طقوس العذاب النفسي،… “كوني في بلد أجنبي،..
أيضا كذلك وأصدقائي وصديقاتي الفرنسيون.. لا يعلمون شيئاً عن معاني هذه الأجواء، وأنا أعمل وأدرس حتى في أيام العيد، فليس لدي وقت حتى لمحاولة خلق طقوس مشابهة لطقوس سوريا، وإن كان افتراضياً
عيد الفطر في المهجر
كذلك فقد رأي سُليمى يشابهه رأي جُناح كربوعة، وهو جزائري مقيم في فرنسا، يرى أنه رغم وجود طقوس رمضان والعيد الظاهرية، إلا انه لا أحد سعيد في الغربة، فـ” الأعياد بعيداً عن الأهل لا معنى لها”، وشيء قريب من هذا ترى لبنى أرسلان، التي تقول ” لا يوجد عيد.. لأن العيد مع من نحب”… ولا يختلف كثيراً رأي عروبة ديب التي تركت سوريا منذ عام 2012، عن رأي لبنى، التي ترى أن كل أجواء العيد ما عادت موجودة، “حتى عندما يكون هناك اجتماع للعائلة الصغيرة تكون البهجة والفرحة ناقصة، وإذا أردنا أن نجتمع مع أصدقائنا السوريين المغتربين مثلنا، فبُعد المسافات، ونظام العمل، يصعّب من اجتماعات العيد، ليس من السهل أن نجتمع دون مواعيد مسبقة”.
العيد وصورته!
كذلك و في المقابل يقول عبد الرحيم (اسم مستعار) تونسي الأصل مولود في فرنسا، إنه يحب أجواء رمضان وما يعقبها من العيد واحتفالاته، خصوصاً وأن الجالية المغاربية في بلاد الغال كبيرة ولها اجتماعاتها واحتفالاتها، ولا يرى أن العيد في فرنسا بين الجالية المغاربية يختلف عن العيد في مسقط رأس أبيه، سوى بالصورة التي يحملها الإنسان في رأسه.