عيد الأضحي في سجون مصر
.. قصص من خلف القضبان
مع حلول العيد رقم 25 وعيد الأضحى الـ13 على آلاف المعتقلين السياسيين في السجون المصرية منذ منتصف العام 2013، عبّرت عائلاتهم عن أمنياتها بإخلاء سبيلهم في العشر الأوائل من ذي الحجة ووقفة عرفات، لما لهما من قدسية دينية وارتباط بعادات دينية وشعبية.
وتقول أم مالك: “كنا ننتظر خروج أبي (67 عاما) مع انتهاء مدة حبسه 7 سنوات، في شباط/ فبراير الماضي، وتم بالفعل نقله للقسم تمهيدا لإخلاء سبيله، وظل عدة أشهر بلا مصير محدد، ومع قدوم شهر رمضان وعيد الفطر، ظننا أنهم سوف يخلون سبيله، ولم يحدث”.
وتضيف: “لم يكن لدينا أمل كبير، في ذلك، لأنها ليست المرة الأولى التي تنكسر فيها فرحتنا، حيث تكرر الأمر مع أخي (30 عاما) واثنين من أبناء عائلتي (27 و35 عاما)، ومع ذلك ومع قدوم عيد الأضحى نحلم بأن يدخل أبي علينا ونصلي العيد سويا كما كنا نفعل”.
وتتابع: “لم يأتينا عيد منذ 7 سنوات، وهناك من لم يعرفوا له طعما منذ 12 عاما، وبينهم ابن عم أبي ونجله، وعشرات المعتقلين الذي عرفنا قصصهم المؤلمة وقصص ذويهم المحزنة ونحن أمام أسوار سجن جمصة تارة والعاشر من رمضان أخرى”.
عيد الأضحي في سجون مصر
ومر العيد رقم 24 وعيد الفطر الماضي رقم 13 على المعتقلين في مصر، وسط حالة من الغضب بين أهالي أكثر من 60 ألف معتقل لتجاهل النظام المصري أزمتهم، وعدم إخلاء سبيل أي معتقل سياسي وسجين رأي، بمناسبة عيد الفطر أو شهر رمضان، في تجاهل متعمد وفق حقوقيين تكرر في عيد الأضحى.
“مكافأة الجنائيين وحرمان السياسيين”
وقبل أيام، نشرت “الجريدة الرسمية” قرار رئيس النظام بالعفو عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى، فيما أكد حقوقيون أن القرار لا يضم سجناء سياسيين.
أيضا وعبر صفحته بـ”فيسبوك”.. حيث قال عضو لجنة العفو الرئاسي.. المحامي طارق العوضي.. إن “التناقض الفج بين كثافة قرارات العفو الرئاسي.. التي تشمل الآلاف من المحكوم عليهم .. في قضايا جنائية خطيرة.. أيضا وبين التجاهل التام لسجناء الرأي، .. حيث يطرح سؤالا صارخا .. عن الرسائل التي تبعث بها الدولة إلينا”.
كذلك وأضاف:.. “ليس من العدل – ولا من الحكمة –.. أيضا أن تتسع مظلة الرحمة .. لمن تلطخت أيديهم بالدم.. أو المال الحرام .. أو أفسدوا شباب الوطن بالاتجار في المخدرات الخ.. كذلك وتضيق أمام من كتبوا مقالات.. أو ألقوا كلمات، أو طالبوا بتطبيق الدستور”.