ترامب ورفع العقوبات عن سوريا
الآثار الاقتصادية للزيارة.. هل يستطيع ترامب رفع العقوبات عن سوريا؟
في خطوة هزت الأوساط الدبلوماسية والاقتصادية حول العالم، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه إصدار أمر بوقف جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، في إجراء وصفه محللون بأنه “غير اعتيادي للغاية” و”يكاد يكون غير مسبوق في تاريخ تخفيف العقوبات الحديث”.
ويؤكد الخبراء -الذين تحدثوا إلى الجزيرة نت- أن إعلان ترامب كان لافتا، إذ إنه يستند إلى قرار سياسي مباشر من الإدارة الأميركية من دون شروط تفاوضية معقدة، على خلاف أغلب تجارب رفع العقوبات السابقة التي عادة كانت مشروطة وتسير عبر مسارات طويلة من المفاوضات والالتزامات الدولية الصارمة، كما حدث في حالات مثل إيران أو السودان أو كوبا.
وجاء الإعلان الأميركي في الرياض، في أثناء جولة خليجية قام بها ترامب شملت كلا من السعودية وقطر والإمارات، مما أعاد ملف سوريا إلى صدارة الاهتمام الدولي، وأثار كثير من التساؤلات حول مستقبل بلد مزقته حرب استمرت أكثر من عقد، وكذلك بشأن الطريقة التي ستترجم بها هذه التعهدات إلى سياسات عملية على أرض الواقع.
ترامب ورفع العقوبات عن سوريا
وأشار الخبراء إلى أن القرار يحمل بعدا اجتماعيا وإنسانيا بالغ الأهمية، إذ قد يعيد الأمل للسوريين في تحسين معيشتهم واستعادة الخدمات الأساسية، إضافة إلى إمكانية دفع دول وكيانات إقليمية ودولية أخرى نحو تخفيف أو رفع قيودها عن سوريا، في حال طبقت واشنطن قرارها بشكل شامل وفعال.
ترك إعلان ترامب الباب مفتوحا أمام موجة من الشكوك حول مدى قدرة الإدارة الأميركية على تطبيقه فعليا، خاصة بالنظر إلى البنية المعقدة للعقوبات الأميركية.
فالمحللة الأولى في برنامج الولايات المتحدة.. بمجموعة الأزمات الدولية .. ديلاني سيمون.. حيث عبرت عن دهشتها وسعادتها بالقرار .. أيضا في الوقت نفسه.. موضحة “لا أعتقد أنه حدث من قبل أن يتعهد رئيس أميركي.. كذلك برفع جميع العقوبات عن بلد يعاني من عقوبات شديدة مثل سوريا”.
كما وأشارت سيمون.. -في تصريحات للجزيرة نت.. إلى أن معظم الحالات المشابهة.. أيضا كتجارب رفع العقوبات.. كانت مشروطة ومرتبطة بمعاهدات وتنازلات .. كذلك وبرامج مراقبة ومفاوضات شاقة.. بينما يبدو أن الوضع مع سوريا مختلف تماما، .. “فالإدارة الأميركية الحالية أمرت برفع العقوبات.. أيضا بشكل كامل من دون شروط واضحة مسبقة”.