أكتوبر ووثائق الأرشيف الأمريكي
بعد نصف قرن من حرب أكتوبر .. ما الذي كشفت عنه وثائق الأرشيف الأمريكي؟
قبل 50 عاما، وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، شنّت القوات المصرية والسورية هجمات منسقة على قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء ومرتفعات الجولان، لتبدأ معها ما باتت تُعرف بـ”حرب أكتوبر” أو ما تطلق عليها واشنطن “حرب يوم الغفران”.
وانتهت هذه الحرب قبل انقضاء أكتوبر/تشرين الأول عندما فرضت واشنطن وموسكو، من خلال الأمم المتحدة، وقف إطلاق النار على الأطراف المتحاربة.
وتشير وثائق الأرشيف الأميركي المجمّعة من مكتبة الرئيس ريتشارد نيكسون والبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية –
أيضا إضافة لوكالة الاستخبارات المركزية- إلى تأثير هذه الحرب وبشكل جوهري على العلاقات الدولية،
ليس فقط من خلال اختبار متانة الانفراج في العلاقات بين الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة،
ولكن أيضا من خلال إجبار الأخيرة على وضع الصراع العربي الإسرائيلي على رأس أجندة سياستها الخارجية.
ودفعت تبعات الحرب المباشرة، وعلى رأسها خطر عدم الاستقرار الإقليمي، وأزمات الطاقة، وتوتر علاقات القوتين العظميين، لجعل الدور العملي الأميركي بالمنطقة أمرا لا مفر منه في حسابات صانعي السياسة بالبيت الأبيض.
أيضا وتوفر المواد الأرشيفية الأميركية -التي رفعت عنها السرية خلال السنوات الأخيرة، والتي تُقدر بآلاف الوثائق-
كذلك معلومات مهمة وتفاصيل دقيقة حول السياسات والتصورات والقرارات الأميركية خلال أيام حرب أكتوبر.
كما تتطرق هذه الوثائق لزوايا مهمة على شاكلة الأهداف المصرية والسورية، وعلاقات القوى العظمى مع الأطراف المتحاربة، أيضا وإخفاقات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، ودور موسكو وواشنطن في تصعيد القتال وتخفيفه،
كذلك وتأثير شخصيات رئيسية -وقتذاك- مثل وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر والرئيس المصري أنور السادات.
أكتوبر ووثائق الأرشيف الأمريكي
أيضا فشل الاستخبارات الأميركية في إدراك التهديد الوشيك للحرب، ووفق مسؤول الاستخبارات بالخارجية راي كلاين “
حيث كانت الصعوبة التي واجهناها جزئيا أننا تعرضنا لغسيل دماغ من قبل الإسرائيليين الذين غسلوا أدمغة أنفسهم”.
كذلك التحذيرات المسبقة من هجوم مصري سوري محتمل وتلقاها الإسرائيليون، ونصيحة كيسنجر لرئيسة الوزراء الإسرائيلي غولدا مائير لتجنب القيام بهجمات وقائية.
الحالة الأولية من الارتباك في مجتمع الاستخبارات الأميركي فور وقوع القتال.
قرارات كيسنجر المبكرة بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، وفي الوقت ذاته البقاء على اتصال مع القادة العرب، لتعظيم النفوذ الدبلوماسي الأميركي.
تقليل كيسنجر في البداية من شأن التهديدات العربية بفرض حظر نفطي وخفض الإنتاج.
صدمة كيسنجر ورفضه اتباع تعليمات نيكسون بالتنسيق المشترك مع الاتحاد السوفياتي لفرض تسوية سلمية.
السجل الكامل لمحادثات كيسنجر في 20-22 أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع السوفيات والإسرائيليين حول قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.
ضوء كيسنجر الأخضر الافتراضي للانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أممية.