انقلاب 3يوليو والموقف الدولي
هل تغير الموقف الدولي بعد 12 علي انقلاب 3يوليو في مصر
إن “معادلة الحكم التي تشكلت في 2013، مسألة غير مسبوقة بتاريخ مصر، فلأول مرة كان للقوى الإقليمية دور مباشر بتغيير نظام وتنصيب آخر، وفي سابقة للمنقلب وزرها كونه أول من أقحم حتى دولا معادية في معادلة اختيار الحاكم، وهي معادلة سيدفع في شخصه ثمنها”.
وأوضح لـ”عربي21″، أنه “في 2013، كان هناك دعم وترتيب صهيوني وتنسيق مع السعودية والإمارات لتغير الرئيس المنتخب محمد مرسي، بنظام عسكري ، الذي أصبح من وقتها مرتهنا لمن أتوا به ودعموه وثبتوا نظامه وأنقذوه من أزمات اقتصادية، ودولية على مستوى الاعتراف والشرعية، ولا يزال قرار مصر في السياسة الخارجية وسلوكها الإقليمي مرتبط إلى حد بعيد بتلك القوى”.
أثر هذا على سلوك مصر بملفات حيوية مثل مياه النيل، وقرارها بشأن السودان، بينما كان من الطبيعي أن تدعم الجيش السوداني حفاظا على وحدة السودان وأمنها القومي، لكن ارتهانا لموقف الإمارات اتخذ موقفا ضعيفا وهشا أدى لكثير من المشاكل، والآن نحن على أعتاب انقسام حقيقي بالسودان”.
“كذلك كان موقف المنقلب في ليبيا، مرتبطا بعدائه للإسلاميين -خصوم الداخل- وكذلك موقف الإمارات من دعم خليفة حفتر وما يمثله العسكري الليبي المتقاعد من تهديد لحدود مصر الغربية والجنوبية”، وفق رؤيته.
وأضاف: “كذلك الاحتلال ابتداء من إغراق الأنفاق وهدمها على حدود غزة وتهجير أهالي رفح وإخلاء المنطقة الحدودية ارتهانا لموقف الاحتلال ، وفي طوفان الأقصى المعركة الحالية فموقفه لم يتجاوز أي منطق ليس بدعم قضية فلسطين ولكن في الحفاظ على الأمن القومي لسيناء، وتم خرق معاهدة (كامب ديفيد) بسيطرة الاحتلال على معبر رفح ومحور صلاح الدين”.
التزامات ومخاوف وأخطار
من العرض السابق، أوضح موسى أن “كل هذا كان للحفاظ على كرسي الحكم، وأداء الدين لمن دعم نظامه؛ واليوم يقف في موقف شديد الصعوبة ومطالب بالوفاء بالتزامات تفوق طاقته، أولا: تجاه تل أبيب، بالتخلص من كرة اللهب الموجودة في غزة وفشل جيش الاحتلال بإخضاع القطاع أكثر من 20 شهرا”.
واستدرك: “لكن؛ ملف التهجير يمثل خطرا وجوديا على النظام ، مع تهجير عددا من أهالي غزة واحتمال بدء المقاومة ضد الاحتلال من مصر؛ عندها يضطر للتعامل العنيف مع المقاومة ويصبح موصوما بالخيانة أكثر، أو مع تدخل الاحتلال ضد المقاومة مباشرة، ما يسبب أزمات داخلية لنظامه”.
انقلاب 3يوليو والموقف الدولي
أن “الأخطر من ذلك أن يتسرب حس المقاومة للمصريين أنفسهم، والتفكير في المقاومة حتى ضد النظام الاستبدادي القائم منذ 11 عاما، لذلك يمثل سيناريو التهجير أزمة له، الاحتلال وأمريكا لا يقبلون منه أقل من أن يخلصهم من أزمتهم حتى ولو رموا كرة النار في حجره”.
وواصل سرد أزمات نظام الانقلاب، التي تدفعه للخوف على سلطته، مشيرا إلى “العلاقة المتوترة مع الاحتلال ، وبالتالي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، ملمحا إلى أنها “مع السعودية في أسوأ أحوالها”، مبينا أن “أزمة السعوديين معه هي الكذب والمراوغة، واللعب على كافة الجبهات كأن يمنح الإمارات بعض المميزات، والابتزاز المالي وإضاعة الأموال وعدم تعافي اقتصاد مصر أو توقفه عن طلب المال لذلك الأمور متوترة مع السعودية ولا نعلم لأي مدى ستصل”.
أزمات غير مسبوقة
على المستوى الداخلي، قال موسى: “هناك أزمات غير مسبوقة مثل قانون الإيجار القديم الذي يمثل مشكلة حقيقية لنحو 5 ملايين أسرة مصرية، ما قد يؤدي لانفجار حقيقي، كما حدث على خلفية قرارات إزالة البناء على الأراضي غير المرخصة عام 2020، والتي اضطر النظام للتراجع عنها”.
وأضاف: .. “أيضا أزمة الطاقة التي على وشك الدخول بها .. مع قطع الاحتلال إمدادات الغاز عن مصر.. ما حذرنا منه مسبقا بعدم .. رهن ملف الطاقة الحيوي الاستراتيجي للاحتلال “.. ملمحا إلى أن “هناك انتخابات برلمانية قادمة .. حيث يحاول النظام المرور منها .. بأقل خسائر فيسترضي الجميع قدر المستطاع”.
كذلك ومضى يؤكد.. أن “النظام يفتقد إلى العقلية السياسية.. أيضا ويميل دائما إلى القبضة الأمنية الغليظة .. ذلك ما يفسد محاولة أي استيعاب وتخفيف.. مثلما حدث في جلسات الحوار الوطني وغيره”.
توقع السياسي المصري.. أيضا في نهاية حديثه.. “ألا يكمل رئيس الانقلاب هذه الفترة الرئاسية”.. كذلك مشيرا إلى .. أن “الأمور في مصر تتطور سريعا.. وخلال عام من الآن ربما نكون أمام تغيير حقيقي.. أيضا ربما لا نعرف مداه .. أو حجمه الحقيقي بشكل دقيق الآن.. لكن نحن أمام مشهد مختلف”.
كما وختم بالقول: .. “وهو ما يمثل فرصة حقيقية.. لكل القوى الوطنية المخلصة.. كذلك لتنظيم الصفوف وتقديم الكوادر والرموز.. التي يقدرها الشعب .. أيضا ويستمع إليها في اللحظات الحاسمة.. وألا يترك المشهد إلى قوى أخرى داخلية أو خارجية .. يمكن أن تستثمر لحظة فراغ .. أو فوضى لتطبيق أجندات أو مصالح خاصة بها.. أيضا وعلى الجميع أن يستعد لهذه اللحظة بما تستحقه”.