بعد النجاح في صدّ هجوم الصواريخ ..والمسيّرات الإيرانية،.. يبدو أن الكيان المحتل يعتزم القيام بالرد… لقد دعا نتنياهو يوم أمس (الإثنين).. إلى سلسلة من المناقشات العاجلة.. والمكثفة بشأن رد الكيان على الخطوة الإيرانية.. الاستثنائية مساء السبت.
وعلى الرغم من أن إطلاق أكثر من 350 صاروخاً ..ومسيّرة في اتجاه الكيان ..انتهى بإخفاق مدوٍّ: 4 إصابات سطحية بالصواريخ، وإصابة طفلة بجروح خطِرة في النقب..- فإن قيادة الاحتلال تركز على السابقة الخطِرة التي حدثت،.. وتشعر بأن عليها أن توضح لنظام طهران عواقب ما حدث.
انضمام حزب الله إلى المواجهة
سيعود نتنياهو إلى الاجتماع بمجلس «الكابينيت الحربي» اليوم، للمرة الثانية خلال يوم واحد، من أجل مناقشة الرد المطلوب. كما أعلن ديوان نتنياهو أن رئيس الحكومة استدعى بعض قادة كتل المعارضة لتقديم إحاطة أمنية استثنائية. وفي خلفية الأمور، لا يجب علينا تجاهُل الاعتبارات السياسية الداخلية المرتبطة باتخاذ هذه القرارات.
إذ إن نتنياهو يتعرض للمزايدة من اليمين، من طرف رئيسَي الكتلتين المتطرفتين الشريكتين في حكومته، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين دعيا علناً إلى تنفيذ انتقام مدوٍّ ضد إيران.
إن الولايات المتحدة، التي أدت مساعداتها العملياتية للاحتلال دوراً رئيسياً في صدّ الهجوم، تطلب منها الآن الامتناع من الردّ، حسبما قال الرئيس جو بايدن في محادثة هاتفية مع نتنياهو صباح أمس، وتكررت تلك الرسائل منذ ذلك الحين، عبر عدة قنوات مفتوحة مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية. وكذلك الدول الأوروبية التي ساعدت في صدّ الهجوم، وضمنها بريطانيا وفرنسا، فإنها قامت بإرسال رسائل مماثلة. لقد أوضحت الولايات المتحدة للاحتلال أنها لن تشارك، في ظل هذه الظروف، في أي نشاط هجومي مضاد لإيران.
انضمام حزب الله إلى المواجهة
لكن، وبحسب وسائل الإعلام الأميركية، ..فإن بايدن لا يحاول عرقلة التحرك الاحتلال فعلاً… إن جزءاً من التحفظ الأميركي،.. الذي تم التعبير عنه في مكالمة بايدن مع نتنياهو..، نابع من خشية الولايات المتحدة من أن تبدو متماهية.. مع هجوم الاحتلال ..، بعد ساعات قليلة من قيام طيارين حربيين.. من الدولتين بإسقاط مسيّرات ..وصواريخ كروز إيرانية، جنباً إلى جنب.
على الرغم من تسرُّب أخبار إلى وسائل الإعلام.. بشأن خلافات في الرأي في مجلسَي «الكابينيت».. [الكابينيت العام والكابينيت الحربي]،.. وهي خلافات تتعلق أيضاً بانعدام الثقة الحاد السائد.. بين نتنياهو وبين شريكيه في حكومة الطوارئ،.. الوزيرين بني غانتس وغادي أيزنكوت..، فإن الإجماع الأساسي في القيادة يبدو.. أنه يتجاوز الخلافات السياسية الداخلية.
بل إن هذا الإجماع يشمل رؤساء المؤسسة الأمنية،.. ورئيس هيئة الأركان الذي صرّح في أثناء زيارته.. لقاعدة نفاطيم الجوية [المطار الرئيسي في صحراء النقب،.. الذي يحتوي على أسراب طائرات F35… والذي يُشاع أن الضربة الجوية التي استهدفت السفارة الإيرانية في دمشق انطلقت منه]..، بأن الاحتلال سيرد على الهجوم على أراضيها. ..الفكرة السائدة هنا هي أن الردّ مطلوب.
انضمام حزب الله إلى المواجهة
على الرغم من أنه من المقبول الاعتقاد أن رداً محسوباً سيؤخذ بعين الاعتبار، ..بحيث يمرّر رسالة إلى إيران من دون أن يؤدي إلى انزلاق الشرق الأوسط …بأسره نحو حرب إقليمية.
فضلاً عمّا تقدم،.. علينا أن نتذكر أن المؤسسة الاستخباراتية للكيان أخطأت ..عندما قللت من حجم المخاطرة لدى مناقشة موضوع اغتيال الجنرال.. حسن مهدوي في 1 نيسان/أبريل،.. وهي الحادثة التي أطلقت جولة التوتر السائدة
الخطر الأكبر في هذا الشأن يتمثل في حزب الله… لقد قامت إيران ببناء حزب الله كتنظيم وترسانة أسلحة، ..وبصفته ردعاً،.. وردّاً على احتمالات قيام الكيان المحتل.. بمهاجمة المواقع النووية في إيران… والآن، من شأن إيران استخدام الحزب ..أيضاً في سياق الرد على هجوم محتمل للاحتلال.. ومحدود على أراضيها،.. وهو ما يرفع احتمالات نشوب الحرب.
حتى الآن، لا يبدو أن حزب الله متحمس للانضمام إلى الجهد الإيراني… فمباشرة بعد عملية الاغتيال،.. أوضح حسن نصر الله أن الثأر هو شأن إيراني..، لأن كرامة طهران هي التي تضررت. ..لقد شارك حزب الله في القصف.. يوم السبت الماضي بصورة رمزية، لا غير. ..وعلى الرغم من ذلك، ..فإنه من المعقول الاعتقاد أن إيران،.. في حال حدوث تدهور إضافي،.. ستضغط على نصر الله للمشاركة في حربها.
خلف الكواليس
قدّر بعض المراقبين الغربيين المتمرسين خلال الأيام الماضية ..أن دولة أُخرى كانت متورطة في الهجوم الإيراني، ..بصورة غير مباشرة، وهي روسيا… ويقول هؤلاء إن الغارة هي تعبير عن محاولة نظام طهران وقف هجمات «مبام» المعركة بين حروب الكيان المحتل.. ضد العناصر التابعين له في سورية..
لقد سعى الإيرانيون لوضع حد لهذا الارتفاع في نسبة الاغتيالات والقصف من جانب … وهو اتجاه كان، بحد ذاته،.. ردّاً على المعونات الإيرانية الواسعة المقدمة إلى كلٍّ من حزب الله والمنظمات الفلسطينية.
قادة عسكريون وسياسيون في تل أبيب يحذرون من خطورة انضمام حزب الله إلى مواجهة شاملة