المنافقون الصهاينة
إن غاية الكافرين مقاومة الإسلام ومحاربته وأن يبقى ضعيفا وذليلا، بينما غاية المنافقين “نسف الإسلام من الداخل، وإفنائه كيانا عقديا بشريا اجتماعيا ماديا ومعنويا”.
أن المنافقين واصلوا أدوارهم واستخدموا وسائل مختلفة لكل عصر، خاصة بعدما تطور المجتمع الإسلامي وازداد غنى وثراء واتساعا ومعرفة وثقافة، مبينا أن الأمة اخترقت بـ3 خطوط، الأول “أدبي – فكري – ثقافي”، والثاني “سياسي – عرقي”، والثالث “ديني – عاطفي”.
ومع ذلك أكد أن الأمة واصلت تقدمها وازدهارها ونشر حضارتها في ربوع الأرض رغم كيد المنافقين، بفضل الوعي والمناعة والتماسك، والوضوح والعلانية بالمشروع الإسلامي والانضباط المنهجي، إضافة إلى العلماء والمكاثرة العددية التي جعلت المنافقين قلة عددية.
المنافق اسم إسلامي لم تعرفه العرب، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وكثير الحيل عظيم التلاعب، ماكر ويحسن التخلص، وله عدة أوجه.
أن التعريف الشرعي للمنافق يعني إضمار المرء غير ما يظهر وبصفة دائمة واختيارا وبوعي من أجل أهداف شريرة بقصد الإضرار بالعقيدة، التي يُظهر سعيا لخدمة مصالحها.
المنافقون الصهاينة
أيضا فإن المنافق شخص يعتقد أنه أذكى من الكفار والمؤمنين، وليس له شيء من اليقين في الله، ويقينه في الأسباب والحيل والتحالفات التي يعتمد عليها.
كذلك هناك ضرورة التفريق بين النفاق والتقاة، لأن الأخيرة مؤقتة وعارضة.. وتأتي من باب الاضطرار خضوعا للإكراه وطلبا للنجاة.. كما أنه لا يجوز الخلط بين النفاق والمداراة .. ذلك لكون الأخيرة جزءا من التقاة خاصة بالبعد الاجتماعي والعلاقات الإنسانية بالحياة اليومية.
أيضا وأفرد القرآن الكريم حيزا كبيرا للتحذير من المنافقين.. أكثر من الحديث عن المؤمنين والكفار.. ذلك مثلما جاء في سورة البقرة (13 آية)، والنساء (13 آية).. أيضا والمنافقون (8 آيات من أصل 11).. كذلك والتوبة، بحسب المفكر الإسلامي.
كما أن القرآن ذكر المنافقين، في 37 مرة جرت على 6 اشتقاقات وتصريفات.. أيضا متطرقا إلى شيوع خطر النفاق بالنسبة للمشروع الإسلامي.. ذلك لأن النفاق والكفر متحالفان”.
أيضا ويجب أن نوضح أن النفاق ورد بغير لفظه في حالتين الأولى وصفه بالكفر المتكرر.. كذلك والثانية التبعيض حيث يؤمن المنافقون بطريقة انتقائية وانتهازية وأهوائية ويرفضون شيئا حسب مزاجهم.
كذلك ونؤكد أن وصف القرآن للمنافقين كان دقيقا ومكررا .. حتى يقف المسلمون على حقيقة المنافقين وخطرهم لأنهم موجودون داخلهم،.. أيضا ويتكلمون بلسانهم، ومن بني جلدتهم.. ويصلون معهم بالمساجد، ويذهبون معهم في الحج.. كذلك ويسمعون من المسلمين فيطلعون على عوراتهم ونقاط ضعفهم.