اللعب علي المكشوف
في هذه المقالة سنتوقف كثيرا عند التصريحات التي تواترت منذ بداية معركة طوفان الأقصي من المسؤولين سواء العرب أو الأجانب , لنكشف مدي تورط البعض في الخيانة حتي النخاع ,
وكأن الجميع يقولون ليس لدينا وقتا لنضيعه في التستر والتخفي وراء تصريحات التعاطف والبكائيات , ولكن حان الوقت الآن لتصفية القضية برمتها , مما استدعي من الغالبية اللعب علي المكشوف.
فالمتفحص في تصريحات قائد الإنقلاب أثناء المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، ربما هي الأكثر صراحة ووضوحا في هذا الملف.. يبدو أن الضغوط عليه لم تسمح له حتى بانتقاء الكلمات.
وهو في هذه التصريحات بدا كما لو أنه وزير يهودي في حكومة الحرب الإسرائيلية، إلا أنه يختلف معهم في فكرة التهجير إلى مصر.. لا دفاعا عن الشعب الفلسطيني ولا حرصا على المدنيين بل حرصا على إسرائيل نفسها، وعلى استقراره هو في حكم مصر..
تماما مثلما يختلف الوزراء الإسرائيليون معا حول فكرة “الاجتياح البري”، لا يفعلون ذلك لا رحمة ولا شفقة بالناس بل تقديرا لمصالحهم هم.
وخرجت منه عبارات خطيرة، من المهم أن نستوعبها جيدا، فمن ذلك مثلا:
أنه ألقى باللائمة على إسرائيل التي لم تستطع طوال الفترة الماضية كسر البنية العسكرية لحركات المقاومة، فتحت سيطرتها حصل كل هذا النمو العسكري الذي أنتج لها هذه الكارثة.. فهذا ذنبها، ولا يجب الآن أن تحل مشكلتها على حسابي أنا!
كذلك من أسباب فشلها هذا أنها لم توافق على إنشاء دولة فلسطينية (هذا حتى الآن أعظم وأقوى اعتراف بأن الدولة الفلسطينية المنشودة مهمتها حماية إسرائيل وسحق المقاومة)، ورفضت كل المبادرات التي عرضت عليها بحل الدولتين.. وبالتالي لم تعد لدينا دولة فلسطينية، وحصلت هذه الكارثة!
إذا الآن إسرائيل تفكر في التهجير إلى مصر.. ولكن التهجير إلى مصر سيسبب مشكلات لإسرائيل نفسها، لأنهم سيجدون لأنفسهم مجالا لشن هجمات على إسرائيل.. وهذا سيعود علينا نحن في مصر بالضرر لأن إسرائيل ستضطر لضربهم في مصر، داخل الأراضي المصرية.
إذا كانت إسرائيل تفكر في التهجير، فلتنقلهم إلى صحراء النقب حتى تستكمل قضاءها على حماس والجهاد الإسلامي ثم تعيد الفلسطينين إلى غزة مرة أخرى.
اللعب علي المكشوف
حيث أن المنقلب في هذا الخطاب لم يهتم أن يضبط مصطلحاته، فقال بكل صراحة: حتى تقضي إسرائيل على (المقاومة)..
على (الحركات المسلحة).. وقال أيضا: سيقومون بعمليات (إرهابية) ضد إسرائيل.
وأنا أكتب الآن من الذاكرة، لكن من عاد إلى الخطاب سيرى رجلا صهيونيا تماما، يتكلم عن المقاومة باعتبارها إرهابا،
وعن حق إسرائيل في القضاء عليها، وعن لوم إسرائيل في عدم القضاء عليها طوال السنين الماضية.
أيضا أكد بألفاظ ثقيلة، وهو يجز على أسنانه ويزمّ شفتيه، على أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا،
وأن عدم حلها يهدد الأمن والاستقرار (طبعا أمن واستقرار الأنظمة) وأن الرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض.
والخلاصة: على كل العالم أن يعرف أن الأنظمة في خطر لو استمر الحال على ما هو عليه.
كذلك هدد المنقلب بأنه في حال تواصل الضغوط عليه للقبول بالتهجير، فإنه سيُخرج الناس بالملايين لرفض هذا الضغط!
تصور يا عزيزي:المنقلب أضعف من أن يرفض بالموقف، وأضعف من أن يهدد بوضع الجيش في سيناء،
وأضعف من أن يهدد بدعم الفلسطينيين للبقاء.. ولم يجد إلا أن يهدد بإخراج مسيرات مؤيدة له!!
والله يا جماعة الخير هذا الخطاب يستحق أن يدرس ويشرح للناس لبيان حقيقة هذه الأنظمة!!
أيضا وأنها مجرد وزراء دائمين في النظام الصهيوني.. يتغير نتنياهو وأولمرت وبينيت ويبقى المنقلب وغيره من عملائهم ..
لا خلاف بين الطرفين إلا في تقدير المصلحة الصهيونية، وفي الحفاظ على المكتسبات الشخصية، مثل أي وزير في أي حكومة إسرائيلية بالضبط.