الــدين كتـــاب وسيـــف
كان معاذ بن جبل -رضي الله عنه..- جالساً يوماً مع رسول الله ..صلّى الله عليه وسلّم، فطلب إليه أن يعلّمه أمراً جديداً ..في دينه، فذكر له رسول الله ..-صلّى الله عليه وسلّم- مجموعةً من الوصايا النبويّة،
الــدين كتـــاب وسيـــف
كذلك وقيل إنّ الرّسول -عليه السّلام- استعان بتشبيهه بالجمل.. لأنه أفضل أموال العرب، وأجلّها قيمةً وقدراً
كما بيّن العلماء المقصود بالسنام والجهاد، ..وتفصيل ذلك على النحو الآتي:
تعريف السنام لغةً: هو مفرد أسنمة،.. وهي كتلة من الشّحم محدّبة..، تكون على ظهر البعير والناقة،.. والسنام من كلّ شيء أعلاه.
تعريف الجهاد لغةً:
سمى البعض الجهاد بالأرض المستوية، .. لبذل الوسع والجهد، ووضع الطاقة من قولٍ أو عملٍ..، ويأتي الجهاد بمعنى القتال،.. أو الكفاح.
تعريف الجهاد اصطلاحاً:
الجهاد عند العلماء هو قتال المسلمين للكفار،.. بعد تخييرهم بين الدخول في دين الإسلام،..أو دفع الجزية،
وكذلك فإنّ من الجهاد دفع أي اعتداء ..من الكفار على أرض الإسلام،..وذلك إعلاء لكلمة الله -تعالى- وابتغاء مرضاته..، وعرف الحنفية الجهاد بأنّه: بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عزّ وجلّ؛ ..بالنفس، والمال، واللسان..، أو غير ذلك، والدعوة إلى الدين الحقّ، وقتال مَن لم يقبله، وكذلك عرفه المالكيّة أنّه: قتال مسلم كافراً غير ذي عهد؛ لإعلاء كلمة الله تعالى، وكان تعريف الشافعية والحنابلة قريباً من ذلك
الــدين كتـــاب وسيـــف
أوجب الله -تعالى- الجهاد على المسلمين
وقد جعله الله -تعالى- فرض كفاية؛ إذا قام به عدد كافٍ من المسلمين سقط إثمه عن البقيّة، لكنّه قد يكون فرض عين في حالتين؛ هما
ولأنّ الجهاد في سبيل الله مبنيّ على المشقّة والجهد،
فقد كان هناك شروط للمكلّفين فيه، إذا تغيّر أحد هذه الشروط سقط الجهاد عن المسلم، ومن هذه الشروط:
الإسلام؛ فلا يصحّ الجهاد من كافر، فقد تبع مشرك الرسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة بدر، فرفض رسول الله الاستعانة به.
العقل؛ لأنّ المجنون غير مكلّف بتكاليف الإسلام،
البلوغ؛ فلا يجب الجهاد على مَن هو دون البلوغ،
الذكورة؛ فلا يجب الجهاد على النساء.
القدرة على مؤنة الجهاد.
السلامة من العجز
وقد أسقط العلماء فرضيّة الجهاد إذا كان فرض كفاية على من لم يأذن له والديه بالنفير للجهاد، وكذلك المدين إذا لم يأذن له دائنه، وقال الشافعيّة والحنابلة بكراهة النفير للجهاد دون إذن الإمام أو من ولّاه الإمام.
الــدين كتـــاب وسيـــف
فضل الجهاد في سبيل الله أعدّ الله -تعالى- للمجاهدين في سبيله أجوراً وأفضالاً عظيمة، منها:
يعدّ الجهاد أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله، حيث قال الرسول حين سُئل أي العمل أفضل: (إيمانٌ باللهِ ورسولهِ، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: حَجٌ مبرورٌ).
أعدّ الله -تعالى- للمجاهدين في سبيله أعلى الدرجات في الجنّة. إنّ الغدوة والروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها؛ لعظيم أجرها عند الله سبحانه. أذن الله -تعالى- لأرواح الشهداء في سبيله أن تهنأ في الجنة؛ فالشّهيد لا يموت، كما قال الله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).