العام الثاني لطوفان الأقصى
سنة كاملة مضت على عملية طوفان الأقصى التي نفّذتها كتائب القسام فجر السابع من أكتوبر، الهجوم الأضخم في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، الذي شكّل صدمة كبيرة وفقدان السيطرة الأمنية وانهيار وسقوط فرقة غزة في “جيش” الاحتلال الصهيوني بكاملها، ومعها تحطّمت أسطورة “الجيش” والأمن الصهيونية، وضربت إرادة البقاء للكيان الإسرائيلي أجمع وجعلته يعيش سيناريوهات الانهيار، وكشفت هشاشته كياناً أوهن من بيت العنكبوت لم يعد قادراً على حماية نفسه من دون الاستعانة بأميركا والغرب، مرة يستجدي السلاح وأخرى يستجدي الحماية.
سنة مضت على الحرب الأطول التي تخوضها المقاومتان الفلسطينية واللبنانية ضد “الاحتلال” شلّ فيها الأمن القومي والاقتصاد، تكبّدت خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة في جنودها وعتادها، فيما ارتفع معدل الهجرة المعاكسة هروباً من نار الحرب على جبهتين، وبدت دولة الاحتلال تعيش واقعاً معقّداً يرافقه فشل كبير في تحقيق أهداف الحرب أو حسمها لصالحها أو إخضاع حركة حماس وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية، أو إعادة سكان مستوطنات شمال فلسطين إلى مستوطناتهم.
العام الثاني لطوفان الأقصى
في الجانب الآخر من الصورة .. لا يزال حزب الله يبدع في تشكيل جبهة إسناد عسكرية على مدار عام مليء بالأحداث .. قدّم خلاله أغلى ما يملك.. سماحة الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله شهيداً على طريق القدس.. أيضا لكنه ورغم الفاتورة الكبيرة التي دفعها.. نجح في فرض استراتيجية العناد والندية خلال المواجهة المستمرة مع الاحتلال.. أيضا ورسم معالم جديدة ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة برمّتها.. كذلك عنوانها المواجهة الشاملة باتت خياراً مطروحاً على الطاولة إذا ما تجرأت دولة الاحتلال أكثر.. والشرق الأوسط الجديد الذي يسعى نتنياهو إلى فرضه في المنطقة مصيره الفشل.
أيضا تمرّ الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، نستذكر فيها مشاهد البطولة والقوة والإقدام والإرادة الصلبة منقطعة النظير التي لم يشهدها العقل الفلسطيني ولا العربي من قبل، أثبتت مقاومة الشعب الفلسطيني أنها بإمكاناتها المتواضعة قادرة أن تفعل، فكسرت هيبة “جيش” زعم أنه لا يقهر وأثبتت أنها قادرة على تسجيل الانتصار وحسم المعركة لصالحها في الضربة الأولى، كما كشفت العجز والفشل الأمني الصهيوني في عدم قدرة الاحتلال على حماية جنودها وجبهتها الداخلية، كما سلبت منها عنصر المباغتة والمفاجأة التي لطالما تفاخرت به وقدرتها على شن الحروب الخاطفة.