الرباط في سبيل الله
فضل الرباط في سبيل الله فقد قال الله سبحانه وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تفْلِحُونَ } آل عمران : 200 ، في الآية الكريمة أمر الله عز وجل المؤمنين بمقتضى إيمانهم بأوامرَ أربع هي سبب الفلاح الذي يقوم على أساس حصول المطلوب والنجاة من المرهوب :
الصبر عن المعصية بأن يتركوا محارم الله وألَّا يفعلوها ، وبأن يتجنبوها ولا يقربوها ، فإذا دعتهم أنفسهم إلى المعصية فليصبروا وليحبسوها عنها ؛ لأن الصبر عن المعصية لا يكون إلا حيث دعت إليها النفس .
المصابرة على الطاعة لأن فيها أمران : الأول فعل يتكلف به الإنسان ويلزم نفسه به ، والثاني ثقل على النفس لأن فعل الطاعة كترك المعصية ثقيل على النفوس الأمارة بالسوء ؛ لذا كان الصبر على الطاعة أفضل من الصبر عن المعصية .
المرابطة بكثرة الخير وتتابعه وملازمته والاستمرار عليه وكثرة فعله ، وهذا هو المعنى العام والأساسي للمرابطة .
التقوى التي تعم الثلاثة السابقة كلها وتشملها ؛ لأن التقوى هي اتخاذ ما يقي من عقاب الله ، ولا يكون هذا إلا بفعل الأوامر واجتناب النواهي .
ولأهمية الرباط في سبيل الله وفضله ترك كثير من الصحابة مكة المكرمة والمدينة المنورة وتوجهوا إلى أرض الرباط في الشام وبيت المقدس ، ومن ورائهم سار التابعون إلى أن قتلوا شهداء ومرابطين ودفنوا فيهما ، وتلك قبورهم شاهدة ،
الرباط في سبيل الله
فهذا أبو هريرة رضي الله عنه كان من المرابطين في (يافا) على ساحل البحر فقال [ رباط هذه الليلة أحب إلي من قيام ليلة القدر في بيت المقدس ] ولعله سمع قوله صلى الله عليه وسلم { حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها } رواه الحاكم وصححه ، وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول [ فرض الله الجهاد لسفك دماء المشركين وفرض الرباط لحقن دماء المسلمين , وحقن دماء المسلمين أحب إلي من سفك دماء المشركين ] .
أيضا كان قد بدأ الاحتلال حرباً من نوع جديد.. على أبناء شعبنا الفلسطيني ، حرباً مزدوجة ضد المسجد الأقصى المبارك.. كذلك وضد المرابطين والمرابطات فيه .. فقد دعت جهات رسمية في حكومة نتانياهو.. أيضا إلى إعلان هؤلاء المرابطين والمرابطات .. جمعيات غير مرخصة وخارجة عن القانون .. وتذرعت بأنهم يسدون الطريق بوجه الجماعات اليهودية والشخصيات السياسية والدينية الصهيونية.. كذلك الذين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بدعم حكومة الاحتلال وأذرعها العسكرية .. أيضا وبأنهم يتصدون لمن يواصلون انتهاك حرمته .. والمساس بقدسيته .. بأداء صلواتهم التلمودية في ساحاته .. كذلك وبمنع المصلين المسلمين دخوله والصلاة فيه .. حتى من المقدسيين ومن أبناء الأرض المحتلة عام 48 .. وكأن المطلوب من أبناء شعبنا الرضوخ لهذا الأمر الواقع.. ذلك الذي تحاول سلطات الاحتلال الصهيونية فرضه للاستفراد .. أيضا بقبلة المسلمين الأولى .. وأنْ ليس لهم إلا السكوت والاستسلام.. بل والرضا بهذه الخطوة المرحلية .. كذلك بتقسيمه زمانياً ثم مكانياً .. أيضا تمهيداً لتحويله إلى كنيس يهودي .. وهدمه فيما بعد لإقامة الهيكل المزعوم في مكانه .