بمجرد إعلان وفاة الرئيس رأينا إجماعا شعبيا غير مسبوق على شخص محمد مرسي ورمزيته باعتباره أول رئيس منتخب في تاريخ مصر..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه أين كان هؤلاء طوال ست سنوات تركوه فيها وحيدا حتى تدهورت حالته .. أيضا وانتهت بوفاته بطريقة مأساوية؟ لقد وصل مرسي إلى الرئاسة على أكتاف الثوار .. كذلك وجاءت به الرغبة بالتغيير وأصوات القهر جراء الفساد والفقر .. لكن على ما يبدو أن الأبيات التي كانت آخر ما قال لامست مشاعر الحزن في داخه والشعور بالخذلان وخيبة الأمل.
بلادي وإن جارت علي عزيزة … وأهلي وإن ضنوا علي كرام
إذا لو تكلمنا بالمنطق قليلا وابتعدنا عن العواطف قليلا أيضا لرأينا بأن السيد الرئيس لم يقرأ الشعب المصري قراءة كافية ووافية،.. كذلك فلم يعرف بأن شعب تشرّب عقود من العبودية والتبعية منذ العهد الملكي إلى الحكم العسكري حكم الحديد والنار.. وكما غاب عنه أيضا أن الجماعة التي يسند ظهره عليها ليس لها أي خبرة في ميادين السياسة ودهاليز العمل المؤسسي.. أيضا فالنظرة في عقولهم هي ذاتها التي صوروها للشعب نظرة طوباوية تستند إلى أحلام وردية رسمها حسن البنا في كتبه ونسوا أن مصر التي حُكمت منذ ثورة الضباط الأحرار إلى ما قبل عهد ثورة يناير حكماً عسكري رزخت تحته الدولة تحت “البيادة” فلا صوت يعلو فوق صوت العسكر، وأحزاب يسارية معارضة قررت تغليب الخصومة على مصلحة الشعب والوقوف ضد شخص الرئيس بسبب خلفيته الحزبية.
الرئيس مرسي والمهاجرين
مرسي الذي زار دول العالم الديموقراطي ووضع هدف نقل التجربة الفريدة إلى مصر وجعلها دولة عربية يُنظر إليها بعين الاحترام مثل النموذج الماليزي أو التركي لم يستطع أن يقرأ وهو القارئ النهم والدارس في الغرب في أفضل جامعات أمريكا بل وعجز عن فك طلاسم الدولة العسكرية التي لا يمكن أن تُحكم بالقوانين المدنية بمجرد الإرادة، فلو قارنا الفترة التي استلم فيها أردوغان مقاليد السلطة تحت ظروف مشابهة للظروف التي حكم فيها مرسي فقد جاء بعد أعوام من الحكم العسكري والذي قامت سياسته على محو الهوية التركية الإسلامية وإلباس الأتراك لباس الثقافة الغربية وترسيخ معنى العصبية تجاه كل ما هو ليس تركي رايناه يتعاطى بحكمة وحذر مع الأحداث التي تحيق به واندمج مع نظام العلمانية التي تتطوق عنق المجتمع،