“الديانة الإبراهيمية” أهدافها ودعاتها في ضوء الشريعة الإسلامية
اليوم، يعيدون سيناريو الحديث نفسه،… ففي دولة الإمارات العربيّة يبني الأمير الإماراتي …معبدًا وكنيسة ومسجدًا جنبًا إلى جنب في بلده…، فهل هو بذلك يحقّق حلم “السّادات” الزعيم العربي المطبّع الأوّل …مع “الصهيونيّة- اليهوديّة” التي تمثّلها “دولة إسرائيل”؟… أيضًا، هذا يجعلنا نتساءل جديًا عن مدى حقيقة الخلفيّة التاريخيّة لما يسمّون “مشروع الديانات الإبراهيميّة”،
كذلك فهل انبثقت تلك الفكرة منذ ذلك التّاريخ… أم هو كما تقول الباحثة المصريّة الدكتورة “هبة جمال الدّين”،…إنّ الفكرة تم اطلاقها في أوائل التسعينيّات من القرن الماضي مع رجل يُدعى “نصير”،… وهو سجين مصري في السّجون الأميركيّة متّهم بالإرهاب وبقتل الحاخام اليهودي …“مائير كاهانا”؟.إذ دأب المدعو “نصير”… على إرسال رسائل عدّة يشرح فيه فكرة مشروع “الاتحاد الإبراهيمي الفيدرالي…” إلى شخصيات أميركيّة،… ورسائله تلك لم تلقَ جوابًا. …ولكن في العام 2000…، تبنى الفكرة عمليًّا “ديك تشيني”،… نائب الرسالة الأميركي الأسبق “باراك أوباما”، فأخذت الفكرة زخمًا واهتمامًا كبيرين، بدعم كبير من وزيرة الخارجيّة آنذاك “هيلاي كلنتون”، اقترنت بمبادرات تمهيديّة على أرض الواقع السياسي والثقافي والأكاديمي،… كما ظهر ذلك من زيارة الرئيس الأسبق “باراك أوباما” إلى العاصمة المصريّة “القاهرة”، في ما سموها بثورة “الربيع العربي” .
“الديانة الإبراهيمية” أهدافها ودعاتها في ضوء الشريعة الإسلامية
كذلك فاللافت تعريف الموقع الإلكتروني “ويكيبيديا” الأديان الإبراهيميّة بالآتي: “الأديان الإبراهيميّة، وسموها في الوطن العربي بـ”الأديان السّماويّة” أو “الشّرائع السّماويّة” التي تُعتبر بأنها الأديان التي انبثقت ممّا عُرف عند الأكاديميين بالتقاليد الإبراهيميّة… نسبة للشخصيّة التوراتيّة إبراهيم (بالعبريّة: אַבְרָהָם أفراهام)”…. علاوة على ذلك فالسؤال هل هي كذلك حقًا أم أنّها – مثل عادة هذا الموقع- لا يتبعون تقصيّ الحقائق من مصادرها الأساسيّة؟ ومنحاز إلى جهات محدّدة؛.. ولماذا ركزّ في التعريف على الاسم في جذوره التّوراتيّة لا الإسلاميّة أو المسيحيّة؟
كذلك قديمًا، كان يُنظر إلى الدّين على أنّه مصدر الصّدام بين الحضارات والشّعوب، ولعلّ الحروب الصليبيّة أبرز مثالًا على هذه المقولة في ما شهدته البشريّة من صراعات دمويّة بين الشرق والغرب دامت لقرون خلت. علاوة على ذلك فماذا جرى، اليوم، ليكون هو الدّين نفسه مصدرًا لتلاقي الشّعوب وبناء الحضارات؟ ليحلّ مفهوم “الدبلوماسيّة الروحيّة” في السّاحة، ويقول إنّ الدّين مدخلٌ للحلّ والتّسوية، فجاء الحديث عن السّلام الدّيني العالمي.
في النهاية فما الذي حدث حتّى يجري تغيير دور الدّين والنّظرة إليه؟
“الديانة الإبراهيمية” أهدافها ودعاتها في ضوء الشريعة الإسلامية
د. مروح نصار – عضو قسم القدس بهيئة علماء فلسطين
أفكار شاذة ودعوات باطلة