أهمية الخصوصية والمساحة الشخصية
تعرف الخصوصية اصطلاحاً بأنها الحق الذي يملكه الإنسان في المحافظة على سرية معلوماته وعلاقاته الشخصية حيثُ إنّ كل إنسانٍ له مطلق الحقّ بأن يكونَ بعيداً عن المراقبة وتعريض بياناته ومعلوماته للنشر دونَ موافقته على ذلك.
يمكن تقسيم هذا المصطلح إلى فئات عدة، أولها الخصوصية المعلوماتية، والتي يقصد بها الحد من إمكانية البحث والتقصي عن حياةِ الآخرين،
وحتى الكشف عن الأحداث المعروفة أو غير المعروفة، أما الفئة الثانية فهي ما يسمى بالخصوصية البدنية،
أيضا والتي يقصد بها عدم إلزام الآخرين بتجربة موقف أو شخص رغماً عنه، ويتعدى مفهوم الخصوصية ذلك بكثيرْ،
فهي تقتضي إيجاد نوعٍ من التقييد حولَ معرفةِ الحالة الذهنية للأفراد، وعدم وجوب التدخل في القرارات الخاصة بهم أو فرضِها عليهم
قد يتساءل المرء لماذا تأخذ القضايا التي تتعلق بخصوصيات الآخرين قدراً كبيراً من الأهمية،
على الرغم من كون ذلك إزعاجاً طفيفاً، إنّ الإجابةَ عن هذا السؤالِ عكس ذلك تماماً، فلا يمكن التقليل من أثر انتهاكِ حرمات الآخرين،
كذلك واعتبارهِ أمراً طفيفاً من الأساس،
أهمية الخصوصية والمساحة الشخصية
هنالك أسباباً جمة تجعل من احترام الخصوصية أمراً واجباً، ومنها ما يلي
الحد من السُّلطة: إنّ توافر البيانات الشخصيةِ الخاصة بالمرء لدى الآخرين، قد يجعل من ذلك وسيلةً للسيطرةِ عليه، وجعلِ قرراته وسلوكياته رهينةَ الآخرين، وقد يتجاوز الأمرُ إلى تشويهِ صورتِه، والتحكم به من قِبلِ الأشخاص الخطأ.
احترام الحقوق الفردية: فتجاهلُ رغبات الآخرين بجعلِ أحداثِ حياتهم طيّ الكتمان تصرفٌ غير لائق، حتّى وإن كانت آثار ذلك بسيطة.
ذلك لأن التدخل في حياتهم بتلك الصورة يعتبر نوعاً من عدم الاحترام، وكأنّك تخبرهم بأن مصالحك أهم بكثير من مصالحهم.
الحفاظ على الحدود الاجتماعية: يحتاجُ الإنسان في بعضِ الأحيان للعزلةِ الإيجابية،
أيضا وفيها يتوارى عن الأنظارِ بقصد الراحةِ والاسترخاء، وكذلك الابتعاد عن ضغط العمل ومشاكل الحياة،
أيضا الخصوصية تساعد على إدارة هذه الحدود، من خلال التخفيف من التواصل الاجتماعي المستمر والوقاية من خرقِ الخصوصيات.
حرية الحديث والفكر: تعتبر الخصوصية جسراً يصل المرء من خلاله لحرية الفكر،
كذلك من خلال إتاحة المجال لاستكشاف كل الأفكار التي لا يرغب بها المحيط حولنا، وحماية أفكارِنا من التأثر السلبي بالآخرين.
عدم الحاجة للتبرير: إذ يمكن للإنسان أن يفعل كل تلكَ الأشياء التي قد يراها البعض غريبة،
ذلك دون الحاجة لتبرير تلك الأفعال، فأنت لست ملزما بالشرح، لأن ذلك الموضوع هو من صلب خصوصياتك،
أيضا وليس من حق الآخرين الحصول على إجابات شافية دون إرادة محضة منك.
“معاذة العدوية “.. التابعية الفقيهة صاحبة الهمة العالية والصابرة على البلاء
مع عودة الدراسة.. كيف ننمي الانتباه والتركيز والذاكرة لدى أبنائنا ؟