التــلاعب بالـــديـــن
تتلخص تصريحات الشيخ عثمان الخميس في شقين: الأوّل دعم أهل غزّة في مواجهة الحرب الصهيونية، بحيث لا ينبغي الخلط بينهم وبين حركة حماس، فالدفاع عن الفلسطينيين ليس دفاعا عن حماس، بل حتى حماس ينبغي الوقوف معها لأنّها جماعة من المسلمين كبقية أهل غزّة المسلمين. وأمّا الشق الثاني: فهو بيانه لموقفه من حماس التي وصفها بأنّها فرقة سياسية منحرفة، سلكت طريقا حزبيّا سيئا، وألقت نفسها في أحضان إيران، فهي، بحسب ما يرى، مفسدة، سيئة جدّا، وبعد انتهاء الحرب يمكن للعرب والمسلمين السعي لتخريب هذه الحركة، ولكن ليس أثناء الحرب.
لم يقل الخميس ما معنى الارتماء في أحضان إيران، وهل هو يرفض مبدأ إقامة علاقة معها، أم يرفض خيارات محددة في إطار هذه العلاقة. وبما أنّ هذه المقدمات والشروحات الضرورية لم تخطر على باله، فإنّه من غير المتوقع أن يكون عارفا أصلا بتاريخ علاقة حماس بإيران، ومساراتها، ولكن يكفي أن يكون هو مهووسا بالشيعة، ويكفي أن تكون هذه العلاقة متهمة من الحكومات العربية.
التــلاعب بالـــديـــن
الأمر نفسه، يقال بشأن وصفه لها بأنها سيئة جدّا ومفسدة. لم يقل كيف ولماذا، وما هو السوء الذي تلبست به، وما هو الفساد الذي تمارسه وعلى مَن، يكفي أنّه شيخ وأنه سلفي، يستعيد في ذاته عقيدة السلف المتجسدة في التاريخ، ليكون اتهامه لها حقيقة مبرهنة بمجردها لا تعوزها البراهين الخارجية! وأمّا أنّها منحرفة لكونها حزبية، وبقطع النظر عن كون هذا الاتهام من المألوفات السلفية، فإنّه لا يقول لنا كيف يمكن دفع عدوان الاحتلال بلا تنظيم!
كذلك ليست القضية شخص عثمان الخميس.. الذي دعا إلى تخريب حماس بعد الحرب.. أيضا دالا بهذه العبارة على قلّة التوفيق، .. والعجز حتى عن اختيار مفردة.. حيث تكون أقلّ سوءا للتعبير عن فكرة سيئة.. ولكنّ السيئ يبقى سيئا.. فحتى التعبير الذي اختاره.. أيضا هو أفحش في السوء من التعبير الصهيوني .. ذلك الذي استخدم مفردات تفكيك حماس والقضاء عليها.. ولكن القضية هي في دلالات هذا الخطاب على جذوره المشكلة.. كذلك وانعكاساته دينيّا وسياسيّا واجتماعيّا.. ويمكن ملاحظة جانب من ذلك.. فيمن عدّوا دعوته لتخريب حركة مسلمة .. أيضا يكاد يحاربها العالم أجمع.. اجتهادا مغفورا، لا يسقط فضل مثله به.. وهو ما يعني.. أنّ الطعن في حركة في مثل هذا الموضع من الجهاد.. بآلاف المنتسبين لها من المسلمين.. بما فيهم من طلبة علم ومجاهدين.. أيضا أهون عند هؤلاء من الطعن في شخص واحد .. ميزته أنه سلفي نشيط!