الإضراب وسيلة مشروعة أم محرمة
الإضراب بدعة محرمة أم وسيلة مشروعة ؟!
«د. أكرم كساب» – داعية إسلامي .
نتلقى رسائلكم وتفاعلكم عبر “تليجرام” و”واتساب” على رقم البرنامج : 00905539629550
الإضراب عن الطعام ، والامتناع عن تناوله ، أو تناول بعض أصنافه : إن كان جزئيا في وقته ، أو نوعه ، بحيث لا يفضي به إلى الموت ، ولا إلى إلحاق الأذى بجسده فلا بأس به ، لاسيما إن ترتب عليه مصلحة – ولو كانت ظنية –
تؤدي إلى تحسين معاملته أو تقليص مدة حبسه، لما فيه من إحراج الظالم أمام الرأي العام وإظهار ظلمه وتعسفه ؛
لأن غاية ما فيه امتناعه عن مباح لا يتضرر بتركه ، وله أن ينويه صوما ليستفيد مع الامتناع أجر الصوم .
أما إن كان امتناعه عن الطعام يؤدي به إلى الموت أو إلى إتلاف بعض أعضائه : فيحرم عليه حينئذ الاستمرار في الإضراب لما فيه من قتل النفس التي حرم الله بغير حق ، وهو محرم معلوم التحريم ، ولو كانت نفسه ، فليس من حقه أن يقتلها ؛
قال الله تعالى : ( وَلا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) البقرة/195، وقوله تعالى : ( وَلا تقتلوا أَنْفُسَكُمْ ) النساء/29 .
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ تردى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يتردى فِيهِ خَالِدًا مخلدا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تحسى سُمًّا فقتل نَفْسَهُ ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يتحساه فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مخلدا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قتل نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يجأ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مخلدا فِيهَا أَبَدًا )
الإضراب وسيلة مشروعة أم محرمة
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما رأي سماحتكم في الإضراب عن الطعام ، فكثيرًا ما نسمع في الإذاعات ونقرأ في الصحف ، أن أناسا يضربون عن الطعام احتجاجًا على بعض الأحكام ،
أيضا وهؤلاء غالبًا ما يكونون من المسجونين ، فما حكم من توفى وهو مضرب عن الطعام
فأجاب بقوله : ” حكم من توفي وهو مضرب عن الطعام ، أَنَّه قاتل نفسه وفاعل ما نهى عنه الله تعالى ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول:
( وَلَا تقتلوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) ، ومن المعلوم أن من امتنع عن الطعام والشراب لابدَّ أن يموت ،
إذا وعلى هذا فيكون قاتلاً لنفسه ، ولا يحل لإنسان أن يضرب عن الطعام والشراب لمدة يموت فيها ،
أما إذا أضرب عن ذلك لمدة لا يموت فيها ، وكان هذا السبب الوحيد لخلاص نفسه من الظلم ، أو لاسترداد حقه فإنَّه لا بأس به ،
ذلك إذا كان في بلد يكون فيه هذا العملُ للتخلص من الظلم ، أو لحصول حقِّه ،
فإنَّه لا بأس به ، أما أن يصل إلى حد الموت : فهذا لا يجوز بكل حال ”
الإضراب بدعة محرمة أم وسيلة مشروعة ؟!
تعرف على الإجابة مع «د. أكرم كساب» .