الإخوان ورمضان
من رسالة المرشد الثاني للإخوان المستشار حسن الهضيبي : إلي الإخوان في رمضان
فقد أقبل رمضان– شهر العبادة والإنابة – واستروحت نفوس المؤمنين نسائمه الطيبة، فاستعدت للقاء بالنية الصالحة والنشاط أجم، وتهيَّأت لصيام نهاره وقيام ليله بما ألفت في عبادتها من إيمان واحتساب وحق على الإخوان المسلمين و يتنافسوا في مرضاة الله، وأن ينتهزوا هذه الفرصة المتاحة لتزكية قلوبهم، ومغفرة ذنوبهم فقد روى الطبراني عن عبادة بن الصامت أن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:
“أتاكم رمضان، شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل
يخطئ مَن يحسبها تعذيبا للبدن بالجوع والسهر وإرهاقا للعباد بالحرمان والتضييق
فالحقيقة أنها تدعيم لروح الإنسان وتخليص لها من ضغط الحاجات الدائمة والشهوات المتطلعة،
وتغليب لإرادة الخير وتدريب على السمو والفضيلة والاستعفاف، وتذكير المرء بأصله السماوي الرفيع، وسياج يحصنه من وساوس الهوى ومكايد الشيطان
إن الله عن تعذيب عباده لغني وما شرع الصوم تعذيبًا لأحد، بل شرعه دواء لما يعرض للناس من علل نفسيه،
وهو إكبار للنفس الإنسانية بتدريبها على الانتصار على الحاجات والأهواء، فهو نعمة تتطلب الشكران.
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم– يصوم كلما همَّ بغزوةٍ أو عملٍ ذي بال يحتاج إلى الصبر والاحتمال.