استمرار تجاهل معاناة المعتقلين
إذا الأنين الاجتماعي يدوي في المكان وينذر بأخطار يصعب ردها، أو التحكم فيها، أو التعرف على ما بعدها.
كذلك إذا ما عجزت السياسة عن تصحيح أوجه الخلل الفادحة، فإن كل سيناريو محتمل وأي انفجار وارد.
أيضا المشكلة الحقيقية أن مصر لا تحتمل أي رهان على استقرار ما هو قائم من سياسات وأولويات،
لذلك فهذا فوق طاقة الحقائق.. ولا يحتمل بالوقت نفسه أي رهان آخر على الفوضى العشوائية التي تحرق ما أمامها ولا تبقي حجرا على حجر.
الرهان الأول، تحليق في الوهم.
والرهان الثاني، إمعان في التخريب.
إذا نحن أمام انسداد مزدوج اقتصادي وسياسي.
هذا بذاته مؤشر خطر على ما قد يحدث في مصر المأزومة.
بدا لكثيرين أن فكرة الحوار الوطني استهدفت أن تقول للعالم إن هناك شيئا جديدا في مصر وأن هناك تحسينا بملف حقوق الإنسان.
استمرار تجاهل معاناة المعتقلين
توقفت الإفراجات المنتظرة عن بقية معتقلي الرأي، وعاندت بعض جهات الدولة في الإفراج عن أسماء بعينها رغم الأثر السلبي الذي ترتب على ذلك النوع من العناد.
الحوار الوطني فقد صدقيته والرهان عليه في بناء أوضاع جديدة أكثر إيجابية وقدرة على مواجهة التحديات.
هذه أزمة ثقة إضافية تتطلب إجراءات على أرض الواقع لا تصريحات في فراغ الاجتماعات.
لم يعد هناك كثيرون على أدنى استعداد لتصديق التعهدات الرسمية في الملف الحقوقي.
كذلك مانسمعه من أبواق النظام من محاولات إشاعة عدم أهمية ملف المعتقلين متذرعين بحاجة المواطن الملحة للأكل والشرب والحياة مع وجود أزمة اقتصادية طاحنة