إثيوبيا تحتفل والنظام يصمت
من باع مياه النيل؟
في شرفة مطلة على البهو الواسع للبرلمان الإثيوبي، خصصت للصحفيين، كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق، استعدادًا لتغطية الجلسة البرلمانية الأخيرة للعام الإثيوبي الحالي 2017 (الموافق 2025 ميلادية)، والتي سيتم فيها إقرار ميزانية العام القادم والذي يبدأ في سبتمبر المقبل.
في الخارج، اكتظت الطرق المؤدية إلى مبنى البرلمان بزحام المركبات، خاصة السيارات الدبلوماسية، إذ يُسمح في الجلسات المفتوحة التي يشارك فيها رئيس الوزراء، بحضور السفراء وممثلي المنظمات الدولية التي تتخذ من أديس أبابا مقراً لها، إلى جانب زعماء دينيين وشخصيات عامة.
يقع مقر البرلمان في منطقة (أرات كيلو) والتي تعد قلب الحي السياسي والإداري في العاصمة أديس أبابا، وقد شيد المبنى في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي في خمسينيات القرن الماضي، ويتميز ببرج مرتفع تعلوه ساعة مربعة الشكل من أربع جهات، يشبه في تصميمه المنارة.
كان المدخل الرئيسي إلى المبنى يعج برجال الشرطة الفدرالية المصطفين لتأمين المكان، بينما بدا بهو القاعة الداخلية مكتظاً بالنواب والمسؤولين الذين تبادلوا الأحاديث في انتظار انطلاق الجلسة، والمقررة عند الساعة الثالثة ظهراً بالتوقيت الإثيوبي، الموافق التاسعة صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.
إثيوبيا تحتفل والنظام يصمت
تميزت هذه الجلسة البرلمانية التي عقدت الخميس 3 يوليو/تموز، بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والذي يمثل أمام البرلمان كل ثلاثة أشهر لاستعراض أداء حكومته والإجابة عن أسئلة النواب بشأن مختلف القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.
ولكن تطورات مشروع سد النهضة الإثيوبي، هي الحدث الأكبر، فقد أعلن آبي أحمد، أن بلاده ستفتتح السد رسميًا في سبتمبر/أيلول المقبل، موجِّهًا دعوة إلى مصر والسودان للمشاركة في مراسم الافتتاح، وواصفًا السد بأنه رمز للبركة والمنفعة المتبادلة، وليس مصدرًا للصراع أو التهديد.
والخميس، قال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم إنّ القاهرة “ترفض بشكل قاطع أي محاولات لأن تكون التنمية في إثيوبيا تأتي على حساب حقوق دولتي المصبّ”. واتهم سويلم أديس أبابا بمحاولة “فرض سياسة الأمر الواقع” واعتماد “المراوغة والتراجع” .. ذلك بدلا من الانخراط في مفاوضات حقيقية.. بينما لم يصدر عن الخرطوم أي تصريح مشابه حتى الآن.
كذلك وتعليقاً على تصريحات رئيس الوزراء.. قال النائب في البرلمان الإثيوبي محمد العروسي.. إن حديث رئيس الحكومة .. أيضا حمل رسائل تطمين للشعبين المصري والسوداني.. اللذين لطالما صور لهما .. سد النهضة تهديدا وجوديا.. كذلك مشيرا في تصريح للجزيرة نت .. إلى أن تأكيد آبي أحمد .. على عدم نقصان قطرة واحدة .. من تدفقات المياه إلى السد العالي .. أيضا يعد دليلاً على.. أن مخاوف القاهرة.. لم تكن مبررة.. كذلك وأن إثيوبيا التزمت بوعدها.. بعدم الإضرار بمصر والسودان.