أوهام نهاية الأزمة الاقتصادية
مدبولي يعلن نهاية الأزمة الاقتصادية والشارع يكذب النظام
أثارت تصريحات رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي عن تجاوز الأزمة الاقتصادية جدلا في البلاد، بين من أبدى ارتياحا ومن شكك في تلك التصريحات التي لا تتطابق مع الواقع المعيش.
لبت الحكومة المصرية على نفسها ضغوطا شعبية بإعلانها تجاوز البلاد الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ما يعني أنها مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، باعتبار أن الذريعة التي احتمت بها لتمرير إجراءات صعبة تلاشت.
وهيأ رئيس الحكومة مصطفى مدبولي المواطنين لرؤية تحسن ملموس في أسعار السلع والخدمات، مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية التي واجهتها الدولة على مدار الفترة الماضية “تم تجاوزها وصارت الأمور جيدة.”
وجاء تأكيد مدبولي خلال اجتماع عقده مع رؤساء جميع الغرف التجارية في السوق المصرية، وهم يسيطرون على حركة السلع وبيعها، واتفق معهم على حتمية خفض الأسعار في الفترة المقبلة بعد انتهاء الأزمة الاقتصادية.
وقال رئيس الحكومة المصرية إن المطلوب حاليا أن يشهد المواطن انخفاضا في أسعار السلع، فسعر الدولار سجل انخفاضا مقابل الجنيه مؤخرا، وأداء الاقتصاد جيد، لكن أسعار السلع لا تتناسب مع التحسن في المؤشرات الاقتصادية، لذا يتعين أن تتراجع الأسعار “الآن”.
أوهام نهاية الأزمة الاقتصادية
واستقبلت شريحة من المواطنين تصريحات رئيس الحكومة بتفاؤل، بينما فسرتها أخرى بأنها محاولة لبث الأمل والطمأنينة، فغير منطقي انتهاء الأزمة الاقتصادية بشكل مفاجئ ودون شعور المواطنين بذلك.
وشهد الفضاء العام حالة من التندر على كلام مدبولي، ورهن مصريون أي تحسن بمدى انعكاسه على ظروفهم المعيشية، وإذا كانت الأزمة الاقتصادية انتهت كما تقول الحكومة، فعليها أن تتراجع عن القرارات الصعبة التي أثقلت كاهل الناس بالأعباء.
كما وبالغت وسائل إعلام رسمية.. أيضا في الترويج لخطاب رئيس الحكومة .. الذي تحدث عن انتهاء الأزمة الاقتصادية.. ذلك لإقناع الرأي العام.. بأن الأوضاع ستتغير في القريب العاجل.. ذلك أملا في الحد من الإحباط الشعبي.. لكن الناس لا يرون بوادر إيجابية لتلك الدعاية.
وتظل الإشكالية .. التي تسيطر على غالبية المصريين .. هي تهاوي الثقة بينهم وبين الحكومة.. كذلك ومهما قدمت من أدلة .. أيضا على انتهاء الأزمة وتحسن مؤشرات الاقتصاد.. لن يحظى خطابها بمصداقية.. كذلك مع عدم وجود شواهد حقيقية على الأرض.
كذلك ويتمثل جزء من الأزمة .. أيضا في أن الخطاب الحكومي.. الموجه للشارع عن التحسن الاقتصادي.. يستهدف النخبة .. وربما المعارضة أيضا.. كذلك ولا ينزل إلى مستوى عقل المواطن العادي.