مقالات الرأي الأرشيف - وطن https://watanegypt.tv/category/opinion/ وطن يجمعنا Wed, 23 Oct 2024 09:21:13 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.7.2 https://watanegypt.tv/wp-content/uploads/2021/02/cropped-Logo2020-1-32x32.png مقالات الرأي الأرشيف - وطن https://watanegypt.tv/category/opinion/ 32 32 يحيى السنوار الأسير المحرر والقائد الشهيد https://watanegypt.tv/%d9%8a%d8%ad%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af/ Wed, 23 Oct 2024 09:08:07 +0000 https://watanegypt.tv/?p=47985 يحي السنوار القائد الشهيد المولد والنشأة ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها دولة الاحتلال إثر نكبة عام 1948 وغيرت اسمها إلى “أشكلون” (عسقلان). تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل […]

ظهرت المقالة يحيى السنوار الأسير المحرر والقائد الشهيد أولاً على وطن.

]]>
يحي السنوار القائد الشهيد

المولد والنشأة

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها دولة الاحتلال إثر نكبة عام 1948 وغيرت اسمها إلى “أشكلون” (عسقلان).

تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.

نشأ في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال لسكان المخيمات.

تزوج في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 من سمر محمد أبو زمر، وهي سيدة غزية حاصلة على ماجستير تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة، له ابن واحد يدعى إبراهيم.

النشاط السياسي

كان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

شغل مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس.

ساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987 خلال انتفاضة الحجارة.

أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين– عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم “مجد”.

وكانت مهمة هذه المنظمة الكشف عن عملاء وجواسيس الاحتلال وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الصهيونية ، وما لبثت أن أصبحت هذه المنظمة النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس

يحي السنوار القائد الشهيد

الاعتقالات وحياة السجناعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.

في 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين ، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع الاحتلال، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

خلال فترة اعتقاله تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

تنقل بين عدة سجون؛ منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي، عانى خلالها من آلام في معدته، وأصبح يتقيأ دما وهو في العزل.

حاول الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

في سجن المجدل، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي.

وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك، ويجهز حبلا طويلا، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة.

تعرض لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، إذ عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات.

حرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، وصرح شقيقه غداة الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة يحيى 18 عاما، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عاما.

يحي السنوار القائد الشهيد

مؤلفات في السجناستثمر يحيى السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الصهيونية ، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، ومن أبرز مؤلفاته:

ترجمة كتاب “الشاباك بين الأشلاء”، لكارمي جيلون، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

ترجمة كتاب “الأحزاب الصهيونية عام 1992″، ويعرف بالأحزاب السياسية في الاحتلال وبرامجها وتوجهاتها خلال تلك الفترة.

رواية بعنوان “شوك القرنفل” صدرت عام 2004 وتحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

كتاب “حماس: التجربة والخطأ”، ويتطرق لتجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن.

كتاب “المجد” صدر عام 2010 ويرصد عمل جهاز “الشاباك” الصهيوني في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، إضافة إلى تطور نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات

التي طرأت عليها وحدودها.

يحي السنوار القائد الشهيد

النشاط السياسي والعسكري بعد السجنأطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة “وفاء الأحرار”.

وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة، ولم تنجح الاحتلال خلال عدوانه الذي شنته على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.

بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.

كان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

وأجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.

عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الصهاينة لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الصهيوني ، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة “الإرهابيين الدوليين”، كما وضعه الاحتلال على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

يحي السنوار القائد الشهيد

انتخب يوم 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية.

حاول في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.

عمل أيضا على تحسين العلاقات مع مصر، حيث التقى ضمن وفد قيادي وأمني مع قيادات من المخابرات المصرية في القاهرة سنة 2017، وتم التوصل لاتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية والحدود.

في مارس/آذار 2021، انتخب رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.

تعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية في مايو/أيار 2021.

يوصف السنوار بأنه شخصية حذرة، لا يتكلم كثيرا كما لا يظهر علنا إلا نادرا، كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة.

يحيى السنوار وطوفان الأقصى

بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى الاحتلال، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

وأصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الصهيونية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدية”، إذ يعتبره مسؤولون صهاينة العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 فرضت الحكومة البريطانية..  عقوبات على قيادات من حماس .. تشمل تجميد أصول وحظر السفر..  ومن بينهم السنوار.

كما أصدرت السلطات الفرنسية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023..  مرسوما يقضي بتجميد أصول السنوار لمدة ستة أشهر.

أيضا لم يظهر السنوار علنا خلال تلك الحرب..  وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه التقى بعض الأسرى .. ذلك خلال فترة احتجازهم في غزة.. أيضا وأخبرهم بلغة عبرية سليمة .. أنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يتعرضوا لأي مكروه.

في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023..  أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو .. محاصرة قوات الجيش الصهيوني منزل السنوار..  لكن لم يتم الوصول إليه..  ويعتقد مسؤولون في الجيش أنه يدير العمليات .. كذلك مع باقي قادة الجناح العسكري لحماس .. ذلك من داخل شبكة الأنفاق التي بنتها الكتائب تحت الأرض.

مذكرة اعتقال

يوم 20 مايو/أيار 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية..  كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة .. ذلك لاستصدار أمر اعتقال بحق نتنياهو .. ووزير الدفاع الصهيوني  يوآف غالانت.. أيضا ومن جهة أخرى السنوار والضيف وهنية .. ذلك بتهم ارتكابهم جرائم حرب..  وجرائم ضد الإنسانية .. عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كذلك وتعليقا على هذا القرا..  قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس لوكالة رويترز .. إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال .. بحق 3 من قادة الحركة الفلسطينية..  “مساواة بين الضحية والجلاد”.

كما وأضاف أن قرار المحكمة يشجع الاحتلال على الاستمرار في “حرب الإبادة”.

قائدا لحماس بعد هنية

في يوم 31 يوليو/تموز 2024 .. حيث أعلنت حركة حماس أن الاحتلال اغتال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية..  في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران..  وذلك بقصف الشقة التي كان فيها مع مرافقه.

وقد كان هنية في طهران على رأس وفد من الحركة.. ذلك للمشاركة في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان..

كذلك وبعد دفن هنية في العاصمة القطرية الدوحة..  بدأت الحركة انتخابات داخلية لاختيار خليفة لهنية.. كما وأعلنت يوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024..  أن هيآتها الشورية اختارت بالإجماع .. يحيى السنوار رئيسا جديدا للحركة.

استشهاد السنوار

في يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024.. حيث نشر الجيش الصهيوني  وجهاز الشاباك بيانا مشتركا..  أعلنا فيه قتل 3 أشخاص .. في عملية نفذها الاحتلال في قطاع غزة.

كذلك وقال البيان إن “الجيش وجهاز الشاباك يحققان .. في احتمال مقتل السنوار في العملية لعدم القدرة على الجزم في هذه المرحلة.. ذلك بشأن هوية الأشخاص” المستهدفين فيها.

وقالت إذاعة الجيش الصهيوني .. “إن الجيش تمكن من قتل السنوار في قطاع غزة”.. كذلك وذكرت أن القوات الصهيونية  .. تواصل عملية التأكد من فحص حمضه النووي..  الذي تحتفظ به منذ أن كان قائد حماس معتقلا لديها.

ونقلت مصادر إعلامية صهيونية عن الجيش .. قوله “إن العملية التي استهدفت السنوار في مدينة رفح .. لم يكن مرتبا لها، وإنما حدثت مصادفة.. ذلك حين رصدت قوة من الجيش 3 من عناصر القسام في أحد المباني.. كما وخاضت معهم اشتباكا أدى إلى مقتلهم..  ويعتقد أن أحدهم هو السنوار”.

ويوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول..  نعت حركة حماس قائدها يحيى السنوار وأكدت استشهاده.. كذلك وقال القيادي في الحركة خليل الحية ..  في كلمة مصورة بثتها قناة الجزيرة .. أيضا إن السنوار استشهد في مواجهة مع جنود الاحتلال.

وأكد الحية أن الحركة ماضية على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره..  وقال إن “السنوار ارتقى مقبلا غير مدبر.. كذلك مشتبكا في مقدمة الصفوف.. أيضا ويتنقل بين المواقع القتالية”.

كما وأضاف أن “أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة .. والانسحاب الكامل منها وخروج أسرانا من المعتقلات”..  وأن “استشهاد القائد السنوار .. أيضا ومن سبقه من القادة لن يزيد حركتنا إلا قوة وصلابة”.

ظهرت المقالة يحيى السنوار الأسير المحرر والقائد الشهيد أولاً على وطن.

]]>
استنتاجات مهمة من اغتيال هنية https://watanegypt.tv/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%ac%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%87%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%86%d9%8a%d8%a9/ Sat, 03 Aug 2024 09:46:14 +0000 https://watanegypt.tv/?p=46793 استنتاجات مهمة من اغتيال هنية يظهر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وقبله بساعات اغتيال فؤاد شكر أحد كبار قادة حزب الله في غارة صهيونية على الضاحية الجنوبية لبيروت ثلاثة استنتاجات مهمة تقود جميعها إلى تعزيز الاعتقاد بأن حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا تزال أبعد ما يكون عن نهاية قريبة […]

ظهرت المقالة استنتاجات مهمة من اغتيال هنية أولاً على وطن.

]]>
استنتاجات مهمة من اغتيال هنية

يظهر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وقبله بساعات اغتيال فؤاد شكر أحد كبار قادة حزب الله في غارة صهيونية على الضاحية الجنوبية لبيروت ثلاثة استنتاجات مهمة تقود جميعها إلى تعزيز الاعتقاد بأن حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا تزال أبعد ما يكون عن نهاية قريبة لها، أو حتى استقرارها على وتيرة منخفضة المخاطر من حيث البعد الإقليمي لها.

الاستنتاج الأول أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أصبح أكثر جرأة على تصعيد الحرب بعد زيارته للولايات المتحدة، وأن إدارة الرئيس جو بايدن أصبحت أكثر ضعفًا في ممارسة نفوذها عليه لتجنب التصعيد، أو أكثر خضوعًا للعبته الهادفة إلى إطالة أمد هذه الحرب لأطول فترة ممكنة، وتأجيج مخاطرها الإقليمية. وفي كلتا الحالتين، تَظهر اللحظة الأميركية الراهنة المنشغلة بالانتخابات الرئاسية كفرصة لنتنياهو لمحاولة عكس مسار الحرب.

والاستنتاج الثاني أن انخراط الاحتلال في الجهود الدبلوماسية الجديدة للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة، وموافقتها على المقترح الذي عرضه الرئيس جو بايدن لم يكونا سوى لعبة جديدة من ألاعيب نتنياهو في هذه الحرب لخداع العالم. وحقيقة أن هنية كان يمثل قوة دافعة لإبرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن وإنهاء الحرب، تشير إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لاغتياله تقويض الفرص الممكنة للتوصل إلى مثل هذه الصفقة في المستقبل المنظور.

استنتاجات مهمة من اغتيال هنية

هناك سبب واضح يفسّر تهرب نتنياهو من استحقاق الصفقة في الوقت الراهن، وهو أن شركاءه الأكثر تطرفًا في الحكومة لا يريدون لهذه الحرب أن تنتهي من دون أن تحقق فيها الاحتلال نصرًا واضحًا. لكن هذا السبب ليس الوحيد. يراهن نتنياهو على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ويعتقد أن مثل هذه العودة ستطلق اليد الأميركية لدولة الاحتلال لإنجاز ما عجزت عن تحقيقه في الحرب مع إدارة بايدن.

أما الاستنتاج الثالث فهو أن اللعب الصهيوني على حافة الهاوية في المواجهة مع إيران وحلفائها في المنطقة يمكن أن يدفعها إلى حرب إقليمية شاملة بمعزل عن الرغبة المعلنة من قبل الاحتلال وإيران والولايات المتحدة بتجنّبها، وأن قواعد الردع والاشتباك، التي أدارت المسار الإقليمي لحرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وحالت حتى اليوم دون خروجه عن السيطرة، لم تعد قائمة بعد اغتيال هنية في طهران، والضربة الصهيونية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وسيكون الردّ الإيراني المنتظر على عمليتَي الاغتيال إن بشكل مباشر أو عبر الحلفاء أو كليهما معًا، حاسمًا في تحديد مسار الحرب بعد الآن.

لكن الاختبار الصعب، الذي يواجه طهران وحلفاءها، يتمثل في رد قوي على عمليات الاغتيال يوازن بين إعادة ترميم قواعد الردع والاشتباك مع الاحتلال ولا يؤدي إلى الانزلاق نحو حرب إقليمية. إن اغتيال هنية في طهران يشكل ضربة كبيرة لإيران ليس فقط على صعيد الانكشاف الأمني الداخلي الخطير، بل أيضًا على صعيد تصدع مفهوم الردع الجديد الذي سعت لتكريسه في صراعها مع الاحتلال منذ الهجوم الصاروخي الإيراني المباشر عليها في أبريل/ نيسان الماضي.

قد يساعد اغتيال هنية والقائد الكبير فؤاد شكرفي حزب الله.. كذلك نتنياهو في تسويقه داخليًا لإعادة توحيد الصهاينة خلفه في هذه الحرب.. أيضا وإظهار أن إدارته لها تحقق نتائج قوية، وخارجيًا لإرسال رسالة ردع قوية لإيران وحلفائها في المنطقة..  لكنّه لن يخرج الاحتلال من المأزق الإستراتيجي الذي تواجهه في حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

العجز الصهيوني

لا تزال دولة الاحتلال عاجزة عن تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها في قطاع غزة.. كذلك وفي استعادة محتجزيها بالقوة، وفي القضاء على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.

ومن غير المتصور أن يؤدي اغتيال هنية بأي حال إلى تزعزع القيادة في حركة حماس..  كما أن الاستقطاب الداخلي الصهيوني العنيف إزاء إدارة نتنياهو للحرب .. كذلك لن ينتهي بمجرد اغتيال قادة في حماس، واستعراض القوة مع إيران وحلفائها.

علاوة على ذلك، سيبقى حزب الله يشكل معضلة إستراتيجية أخرى للاحتلال في استعادة الأمن على جبهتها الشمالية.. أيضا وحتى في الوقت الذي تظهر فيه إيران وحزب الله حذرًا شديدًا في تجنب الانزلاق إلى مواجهة أوسع..  فإن جبهات الإسناد الإقليمية للمقاومة الفلسطينية .. كذلك ستبقى تعمل كعنصر ضغط كبير على السياسة الصهيونية والأميركية في الحرب.

لقد أصبح مستقبل الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى رهينة لمغامرات نتنياهو.. تلك التي لا تستمد قوتها من نزعة الغطرسة الصهيونية  فحسب..  بل أيضًا من تغذية الولايات المتحدة والغرب لها،.. كذلك وللمسار المرتفع المخاطر الذي يسلكه الصراع الصهيوني الإيراني بعد اغتيال هنية وشكر.

والتكاليف الباهظة، التي عملت في السابق كرادع قوي لمنع نشوب حرب إقليمية.. أيضا لم تعد تعني أن هذه الحرب لا يمكن أن تحدث..  كما لا تعني أنها حتمية أيضًا. مع ذلك..  قد تكون عمليات الاغتيال مجرد بداية للسيناريو الأكثر خطورة في حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

كذلك ‏لا يزال العامل الأميركي أحد العوامل الحاسمة في منع تأجيج الاضطراب الإقليمي. ودبلوماسية القنوات الخلفية.. أيضا التي انتهجتها واشنطن مع طهران في الأشهر الماضية لإدارة الفعل ورد الفعل بين الاحتلال وإيران.. كذلك ستختبر مرّة أخرى ما إذا كانت لا تزال فعّالة في خفض المخاطر.

ظهرت المقالة استنتاجات مهمة من اغتيال هنية أولاً على وطن.

]]>
بهدوء حول تحرير الأسري وأثره المحدود https://watanegypt.tv/%d8%a8%d9%87%d8%af%d9%88%d8%a1-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%a3%d8%ab%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af/ Mon, 10 Jun 2024 19:03:13 +0000 https://watanegypt.tv/?p=46041 تحرير الأسري وأثره المحدود في اليوم الـ 247 للعدوان على قطاع غزّة، أعلنت حكومة الاحتلال عن تحرير أربعة أسرى كانوا لدى المقاومة الفلسطينية .. ذلك في عملية ذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في مخيم النصيرات ..  وسط قطاع غزة في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال في عدوانه الحالي. المجزرة كذلك فقد أعلنت وزارة […]

ظهرت المقالة بهدوء حول تحرير الأسري وأثره المحدود أولاً على وطن.

]]>
تحرير الأسري وأثره المحدود

في اليوم الـ 247 للعدوان على قطاع غزّة، أعلنت حكومة الاحتلال عن تحرير أربعة أسرى كانوا لدى المقاومة الفلسطينية .. ذلك في عملية ذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في مخيم النصيرات ..  وسط قطاع غزة في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال في عدوانه الحالي.

المجزرة

كذلك فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 274، وإصابة 698 شخصًا.. أيضا بعضهم في حالة حرجة جراء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم النصيرات خلال عملية تحرير بعض أسراها ..  الذين كانوا بيد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

أيضا العملية هي الأولى من نوعها، إذ فشل الاحتلال في كل محاولاته السابقة لإنقاذ أسراه من يد المقاومة الفلسطينية .. ذلك على مدى أكثر من ثمانية أشهر من العدوان المتواصل.. أيضا والذي لم يعرف حدودًا أو قيودًا فيما يتعلق بالأدوات المستخدمة والجرائم المرتكبة.

إذا فرحة لم تدم طويلًا، فبعد يوم واحد من الاحتفال والابتهاج المبالغ فيه بتحرير الأسرى الأربعة.. حيث تلقى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو صفعة قوية بإعلان بيني غانتس، وغادي آيزنكوت .. أيضا الوزيرين في حكومة الحرب استقالتهما من الحكومة.

غانتس وصف قراره بأنه “معقد، ومؤلم، واتخذ بقلب مثقل”، وخاطب عائلات المحتجزين الصهاينة في غزة .. أيضا قائلًا: “أخفقنا في الامتحان، ولم نتمكن من إعادة أبنائكم”.

كما لخصت عبارات غانتس نتيجة 9 أشهر من الحرب على غزة،.. كذلك والتي كانت محصلتُها حتى الآن فشلًا تامًا وذريعًا في تحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها إعادة الأسرى والمحتجزين.

تحرير الأسري وأثره المحدود

أيضا بدوره، يحاول نتنياهو جاهدًا التغطية على هذا الفشل عبر تضخيم أثر استعادة الأسرى الأربعة وتسويقه على أنه انتصار كبير.. كذلك لترد عليه المقاومة بفشل آخر يسجل في رصيده، وهو إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).. أيضا عن مقتل 3 من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة خلال عملية جيش الاحتلال..  التي نفذها في قلب مخيم النصيرات وسط القطاع، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.

كذلك الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” كان قد تحدى الاحتلال .. أيضا أكثر من مرة أن يستطيع “الحصول على أسراه أحياء” إلا من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار يتخلله تبادل للأسرى.

وباستثناء إعلان الاحتلال في فبراير/ شباط الماضي عن تحريره أسيرين اتضح لاحقًا أنهما كانا محتجزين لدى مدنيين وليس المقاومة الفلسطينية.. أيضا فقد فشل جيش الاحتلال فعلًا في استنقاذ أي أسير حي من يد المقاومة، وخصوصًا القسام..  وقد زاد ذلك من مستوى الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو وحكومته .. ذلك بعد أن تأكد مرارًا تهافت ادعائه بأن الضغط العسكري المتواصل هو القادر على تخليص الأسرى، وتاليًا وقف الحرب.

كذلك في العملية الأخيرة، وفي سبيل تحرير أربعة أسرى إثر هجوم لم تتضح كافة تفاصيله بعد، قتلت قوات الاحتلال وأصابت ما يربو على ألف شخص في مخيم النصيرات في وضح النهار، فيما بدا فعلًا مقصودًا منها على ما قال شهود عيان أكدوا أن قوات الاحتلال بادرت بإطلاق النار بشكل مباشر وعشوائي وقاتل، فضلًا عن القصف الجوي غير المسبوق في إطار الأحزمة النارية التي استخدمتها لتشتيت جهود المقاومة ودفع الناس بعيدًا عن مكان العمليّة.

وكان من أكثر النقاط المثيرة للجدل بخصوص العملية مدى المشاركة الأميركية فيها. إذ رغم تأكيد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) أن الرصيف البحري “لم يستخدم في عملية الجيش الصهيوني لاستعادة المحتجزين في غزة” وأن الأخير استخدم المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الرصيف، فإن الإعلام العبري نقل عن مصادر حكومية أن القوات الأميركية شاركت في عملية استعادة الأسرى.

تحرير الأسري وأثره المحدود

كما أوردت وسائل الإعلام الأميركية معلومات إضافية، حيث نقلت “سي إن إن” عن مسؤول أن “قوات أميركية شاركت” في الهجوم الذي أدّى لتحرير الأسرى، و”نيويورك تايمز” عن مسؤول أميركي أن فريقًا من المسؤولين عن استعادة الرهائن الأميركيين “ساعد الجيش

من خلال توفير المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجيستي”، فضلًا عن الترحيب الأميركي الرسمي بالعملية في تجاهل تام للمجزرة المرتكبة في حق المدنيين.

استقالة غانتس وآيزنكوت شكلت ضربة لنتنياهو أفقدته ذلك الأثر المحدود الذي حصل عليه بعد تحرير الأسرى، مع توقع ازدياد زخم الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي والدعوة إلى انتخابات في أسرع وقت.

ورغم ما تمثله هذه الاستقالة من ضربة، فيمكن القول إن نتنياهو سيسعى لتثبيت حكومته بغض النظر عن استقالة غانتس وآيزنكوت، وسيحاول التأكيد أن استعادة الأسرى من خلال الضغط العسكري الدامي حصرًا ممكنة، وأن العملية المذكورة ليست إلا باكورة عمليات إضافية قادمة.

وعليه، قد يكون من المنطقي توقع مماطلة نتنياهو وتعنته أكثر في مفاوضات وقف إطلاق النار وإصراره على استمرار العدوان من باب الجدوى والفاعلية وتراجع الضغوط عليه من الداخل “الإسرائيلي” والولايات المتحدة الأميركية على حد سواء، لا سيما بعد ردود الفعل الغربية الأولية على العملية، وفي مقدمتها التصريحات الأميركية والألمانية التي رحبت بتحرير الأسرى متجاهلة تمامًا ذكر (فضلًا عن نقد) المذبحة التي نفذتها قوات الاحتلال في المدنيين، والتي حمّلت حماس وحدها مسؤولية عدم التوصل للاتفاق.

يفسّر كل ذلك احتفاء نتنياهو ومعسكره بالعملية والمبالغة الواضحة في تقييم دلالاتها وآثارها على الحرب في المدى البعيد. لكننا نرى أن أثر العملية على مسار الحرب عمومًا وعلى مآلات ملف التفاوض محدودة ومؤقتة وسياقية إلى حد بعيد.

فمن جهة، لا يمكن تقييم العملية بشكل منبتٍّ عن توقيتها، إذ أتت “أول عملية تحرير ناجحة” بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب، وبعد محاولات عديدة باء بعضها بالفشل ومقتل الأسرى، بل وتخلل ذلك قدرة المقاومة على إضافة أسرى جدد لقائمتها كما حصل في عملية جباليا مثلًا.

ظهرت المقالة بهدوء حول تحرير الأسري وأثره المحدود أولاً على وطن.

]]>
قراءة هادئة في انتفاضة الجامعات الأمريكية https://watanegypt.tv/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9/ Fri, 03 May 2024 09:04:55 +0000 https://watanegypt.tv/?p=45185 انتفاضة الجامعات الأمريكية قراءة هادئة في انتفاضة الجامعات الأمريكية بخجلٍ، وعلى استحياء، تسعى جامعات فلسطينية وعربية للالتحاق بركب “انتفاضة الطلاب” في الجامعات الأميركية والغربية..  الأمر بات محرجًا للغاية، فالعون والإسناد يأتيان الفلسطينيين من على مبعدة آلاف الكيلومترات..  بينما أهل الأرض والقضية، ومن خلفهم “ذوو القربى”، ما زالوا في تيهٍ وغيبوبة.. من استيقظ منهم على وقع […]

ظهرت المقالة قراءة هادئة في انتفاضة الجامعات الأمريكية أولاً على وطن.

]]>
انتفاضة الجامعات الأمريكية

قراءة هادئة في انتفاضة الجامعات الأمريكية

بخجلٍ، وعلى استحياء، تسعى جامعات فلسطينية وعربية للالتحاق بركب “انتفاضة الطلاب” في الجامعات الأميركية والغربية..  الأمر بات محرجًا للغاية، فالعون والإسناد يأتيان الفلسطينيين من على مبعدة آلاف الكيلومترات..  بينما أهل الأرض والقضية، ومن خلفهم “ذوو القربى”، ما زالوا في تيهٍ وغيبوبة.. من استيقظ منهم على وقع صيحات النساء والأطفال في غزة، وجد نفسه خارج السياق.. أيضا بلا حاضنة اجتماعية صلبة، وجهًا لوجهٍ أمام سلطات أمنية جائرة، وإدارات جامعية، على صورتها وشاكلتها، إلا من رحم ربي.

مع أن “انتفاضة الطلاب” في جامعات الولايات المتحدة، الممتدة بمفاعيل “الدومينو”، إلى جامعات أوروبية وغربية.. حيث  تنهض أمامنا بوصفها حدثًا تاريخيًا مفصليًا، لم نرَ مثيلًا له منذ أزيد من نصف قرن.. ذلك زمن ثورة الطلاب في فرنسا وأوروبا، والانتفاضة الشعبية ضد حرب فيتنام، وحركة الحقوق المدنية.

أيضا يغري ذلك، على الاستنتاج بأن “طوفان الأقصى” وما أعقبه من حرب صهيونية همجية على غزة..  قد دخلا التاريخ من بوابة المجد للمقاومين والصامدين الصابرين في غزة.. كذلك وزاوية الخزي للغزاة والمستعمرين ومنتهكي القواعد الإنسانية الأساسية، أما الذين سعوا في تسفيه “الطوفان” والحطّ من قدر المقاومة.. أيضا والاكتفاء بذرف دموع التماسيح على أبرياء غزة من رجال ونساء وأطفال، فقد نالهم قسطهم من العار على أية حال.

العروة الوثقى

كما أن انتفاضة الجامعات الأميركية لم تكن حدثًا منبتًّا عن سياقه..  فثمة صحوة بدأت منذ عدة سنوات لتيارات مدنية وليبرالية وتقدمية وحقوقية في الولايات المتحدة، توّجت بانتفاضة جورج فلويد وحراك “حياة السود مهمة” والدور المتنامي للحركة النسائية في مواجهة خطاب يميني غارق في المحافظة، يغرف أحيانًا من قواميس “قروسطية”.. بهذا المعنى يمكن القول؛ إن هذه الانتفاضة، لم تكن فعلًا مُؤسِسًا لتحولات المشهد الأميركي، بقدر ما كانت تتويجًا لمسار من التحولات، تدلل كافة المؤشرات على أنه سيستمر ويتنامى.. وبهذا المعنى تجوز المقارنة مع التحفظ، بين جورج فلويد الأميركي والبوعزيزي التونسي، فكلاهما كان غزالًا بشّر بزلزال.

و”العروة الوثقى” بين الحراك الاحتجاجي – الشبابي – التقدمي في الولايات المتحدة، وما يجري على أرض فلسطين، لم تبدأ اليوم، فقد شهدنا “إرهاصات” هذه الصلة، زمن “سيف القدس”، قبل ثلاثة أعوام، حين رفعت شعارات تربط بين حياة السود المهمة، وحياة الفلسطينيين المهمة كذلك.. لكن سيتعين الانتظار لبضع سنوات، حتى تتظهّر هذه الصلة، فتنتقل فلسطين، قضية وشعبًا وحقوقًا أساسية، من أسفل سُلم الأولويات الخارجية الأميركية، إلى قلب السياسة الداخلية، ومحور الحملات الانتخابية في “الدولة العُظمى”.

وستنهض انتفاضة الجامعات الأميركية بوصفها ثاني أكبر اختبار للمنظومة القيمية والأخلاقية لزعيمة “الغرب المتحضر” و”عالمه الحر”، وستسقط إدارة بايدن سقوطًا ذريعًا في هذين الاختبارين معًا.. سقطت في اختبار الحرب الإسرائيلية على غزة، حين انتقلت من “الانحياز الأعمى” إلى الشراكة الميدانية والسياسية في جرائم الحرب والإبادة والتطهير العِرقي الإسرائيلية.

انتفاضة الجامعات الأمريكية

وسقطت حين أطلقت آلتها القمعية ضد خيرة طلبتها في خيرة جامعاتها، فكانت صور الانقضاض على الطلبة والأساتذة الجامعيين، شبيهة بصورة فلويد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، تحت قدمَي رجل أمن مدجج بالاستعلاء والعنصرية.. إلى أن جاء تقرير “الواشنطن بوست” بالأمس، ليكشف عن 900 طالب معتقل في غضون الأيام العشرة الأخيرة، وهو رقم قياسي حتى بمعاييرنا نحن أبناء “صحراء الديمقراطية القاحلة” جنوب وشرق المتوسط.

أيًا يكن من أمر، فإن ما يجري اليوم في جامعات الولايات المتحدة والغرب عمومًا، يعيدنا إلى ما ذهبنا إليه قبل عدّة سنوات، حين لفتنا إلى أن عودة الروح للحركات الاحتجاجية في الغرب، على خلفية مناهضة العنصرية والعداء للأجانب والمهاجرين واليمين الشعبوي، توفر فرصة للفلسطينيين لنقل كفاحهم ضد الاحتلال و “الأبارتيد” إلى الساحة الدولية من جديد، ولكن من بوابة الشعوب والمجتمعات والحركات التقدمية هذه المرّة.

عنصرية واستعلاء

اليوم، جاء هذا الربط بمبادرة من طلبة الجامعات الأميركية، الذين يندمج حراكهم التضامني مع شعب فلسطين، بكفاح أوسع وأشمل، من أجل استعادة قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في بلدانهم، في مواجهة تيارات ظلامية، تتلطى خلف نزعات شوفينية وتمجد التفوق العرقي للرجل الأبيض.

في هذا الصراع، تتموضع فلسطين في الجانب الصائب من التاريخ، وتقبع إسرائيل في الزاوية الخاطئة منه، معزولة ومُجرّمة بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية، بل إن دورها ككابح للحريات في الغرب، يبرز اليوم أكثر من أي وقت مضى، فـ “المكارثية” أطلت بوجهها القبيح في عدد من عواصم الغرب، وليس في واشنطن وحدها، وحرية التعبير تقف مكبّلةً عند خطوط حمراء فرضتها النخب الحاكمة ومؤسسات صنع القرار وجماعات الضغط والابتزاز، وجميعها مصممة لتسييج كيان الاحتلال والعنصرية وحمايته من أسهم النقد والإدانة والاحتجاج.. يتظهّر دور إسرائيل في الغرب، كما ظل دورها في الشرق، كعقبة كَؤُود في وجه الحرية والديمقراطية.

لقد جادل الغربيون طويلًا، لا سيما منذ انطلاق “عملية برشلونة” وبالأخص، في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، بأنكم – أيها الإصلاحيون العرب – قد جعلتم من إسرائيل “شمّاعة” تعلّقون فوقها أسباب إخفاقاتكم المتلاحقة باللحاق بموجات الديمقراطية المتعاقبة التي ضربت العالم على مراحل، فما شأن إسرائيل بانحباس مسارات الإصلاح والتحول الديمقراطي في العالم العربي؟

تفوق زائف

اليوم، ومن دون أن نسقط الأسباب والسياقات الداخلية للاستعصاء الديمقراطي في العالم العربي، فقد بتنا نتوفر على ما يكفي من التجارب والشواهد، للقول بأنكم أخطأتم ونحن أصبنا، فلقد رأينا بالأمس، كيف “استنفر” العالم ضد نتائج انتخابات حرة ونزيهة في فلسطين عام 2006، لأنها لم تكن متناغمة مع هندسات أوسلو ومسارات دمج إسرائيل في المنطقة.. ورأينا انقلاباتكم على ثورات الربيع العربي، لأنكم استشعرتم بغرائزكم الاستعمارية الحاكمة، أن الديمقراطية في العالم العربي، هي نقيض مسارات التطبيع والهيمنة الاستعمارية، وها نحن نرى اليوم، رأي العين، كيف أنكم تقفون على أتم الجاهزية والاستعداد للتخلي عن قفازاتكم الحريرية حين يتعلق الأمر بالدفاع عن “قاعدتكم المتقدمة”، حتى وإن اقتضى استخدام القبضة الحديدية ضد طلبتكم وجامعاتكم وشوارعكم الغاضبة.

كما أن العنصرية بحكم طبيعتها، عابرة لخطوط وخرائط الأديان والقوميات والإثنيات.. كذلك وكفاح الفلسطينيين ضد العنصرية في طبعتها الصهيونية الأكثر بشاعة وانحطاطًا..  بات اليوم، جزءًا عضويًا من كفاح عالمي ضد كافة المظاهر والتيارات والسياسات .. كذلك والممارسات المفضية للتمييز والاستعلاء والتفوق الزائف.. أيضا والتطرف اليميني في طبعاته الأكثر فجاجة في عدائها للآخر والأجانب والشعوب المغلوبة على أمرها.

انتفاضة الجامعات الأمريكية

مقاومة التطبيع

أيضا وهذا يملي على الفلسطينيين ونخبهم الطليعية وضع الإستراتيجيات والبرامج الكفيلة بتعميق هذا الربط، وتعظيم هذا الرهان..  فتلكم نافذة عريضة فتحت في جدار الانسداد الذي لفّ فلسطين قضية وشعبًا وحقوقًا طويلًا..  كذلك وهذه هي الضمانة لديمومة هذا الحراك التضامني ومأسسته، وهذه هي الطريق الأقصر، لنزع “الشرعية” عن الاحتلال .. وتجريدها من لبوس تدثرت به زيفًا، لأكثر من سبعة عقود.. أيضا وفي ظنّي – وليس كل الظن إثم – أن هذه واحدة من أهم وأخطر “مهددات الأمن القومي الصهيوني “.

أيضا وفي المقلب الآخر، على الساحة العربية، يتعين على هذه النخب، تكثيف الجهد لاستحداث الربط المحكم، بين مقاومة التطبيع.. كذلك وحاجة شعوب الأمة العربية لشق طرقها نحو الحرية والاستقلال والانعتاق من نير القمع والتخلف المتحكم بمصائرها ومستقبل أجيالها..  فالكفاح ضد التطبيع، ليس فعلًا تضامنيًا مستحقًا مع الشعب الفلسطيني فحسب، بل هو جزء من كفاح مستحق كذلك.. أيضا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم لهذه الشعوب.. ومما لا شك فيه أن إبراز المصالح الوطنية لشعوبنا في مقاومة التطبيع، والتشديد عليها.. كذلك هما الضمانة لاستنهاض حركات المقاطعة ومقاومة التطبيع..  تمامًا مثلما هو الحال مع حركات الاحتجاج الطلابية والشعبية في عواصم الغرب ومجتمعاته.

إذا انتفاضة الطلاب في الجامعات الأميركية والغربية، فاتحة لصفحة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني.. أيضا وبارقة أمل بانتقال مفاعيل “مبدأ الدومينو” إلى جامعاتنا ومجتمعاتنا العربية..  وتلكم واحدة من “بركات” الطوفان والصمود الأسطوري لغزة ومقاومتها.

ظهرت المقالة قراءة هادئة في انتفاضة الجامعات الأمريكية أولاً على وطن.

]]>
غزة تعيش رغم الآلام https://watanegypt.tv/%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d8%b1%d8%ba%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d9%84%d8%a7%d9%85/ Sun, 21 Apr 2024 11:13:09 +0000 https://watanegypt.tv/?p=44852 غزة تعيش رغم الآلام فرضت دولة الاحتلال عام 2006 حصاراً بريّاً وجويّاً وبحريّاً على قطاع غزة، فازدادت معاناة مواطني القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون فلسطيني، ويقبعون تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967.   واللافت للنظر، بما لا يقل أهمية عن موضوع الحصار، هو طريقة تأقلم الفلسطينيين مع الوضع البائس الذي يعيشون فيه هناك وجد الفلسطينيون […]

ظهرت المقالة غزة تعيش رغم الآلام أولاً على وطن.

]]>
غزة تعيش رغم الآلام

فرضت دولة الاحتلال عام 2006 حصاراً بريّاً وجويّاً وبحريّاً على قطاع غزة، فازدادت معاناة مواطني القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون فلسطيني، ويقبعون تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967.

 

واللافت للنظر، بما لا يقل أهمية عن موضوع الحصار، هو طريقة تأقلم الفلسطينيين مع الوضع البائس الذي يعيشون فيه هناك

وجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم مكرهين على اجتراح حلول تساعدهم على التأقلم مع الوضع المعيشي المأساوي الناتج عن الحصار، الذي أدى إلى نقص شديد في المواد الأساسية التي يحتاجونها، مثل الغذاء والوقود، كما أعاق عملية النمو الاقتصادي في القطاع لفترة طويلة الأمد، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كثيرة، مثل صعوبة الحصول على الخدمات الطبية أو مياه الشرب النظيفة، أو حتى التعليم اللازم لأبنائهم.

 

إلا أن الفلسطينيين لم يستسلموا لهذه الظروف، وقرروا التغلب على العقبات المترتبة عن الحصار الصهيوني، ليعيشوا حياتهم بكرامة، رافضين الاستسلام للذل

خلال فترة الحصار، شن الاحتلال ثلاث مرات عدوانًا عسكريّاً على قطاع غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014.

 

فاقمت هذه الهجمات العسكرية من مأساوية الوضع في القطاع، حيث دُمرت عشرات آلاف المنازل والمدارس والمباني العامة والتجارية. وتبدو عملية إعادة بنائها شبه مستحيلة؛ لأن الحصار الصهيوني المضروب على غزة يمنع دخول مواد البناء اللازمة للإعمار.

غزة تعيش رغم الآلام

اضطر الفلسطينيون للبحث عن وسائل أخرى لإعادة بناء ممتلكاتهم ومبانيهم، فهرّبوا الاسمنت ومواد البناء عن طريق الأنفاق، كما استعانوا ببعض المواد التي عثروا عليها بين أنقاض بيوتهم المدمرة

يبذل أهالي قطاع غزة قصارى جهدهم ليعيشوا حياة طبيعية في ظل الحصار المشدد والظروف القاسية الناجمة عنه. ويستمدون عزمهم هذا من حاجتهم للتأقلم مع هذه الظروف، وهو ما يعدّ دلالة على قوتهم وتصميمهم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

 

يستجمّ أهالي قطاع غزة على شاطئ البحر، ويصطادون السمك، بالرغم من وجود السفن الصهيونية  التي تهددهم وتستهدفهم. ويخاطر المزارعون الفلسطينيون بحياتهم، بدخولهم لأراضيهم الزراعية التي يعتبرها الاحتلال مناطق عسكرية مغلقة. كما يواظب الأهالي على إرسال أبنائهم إلى المدارس، رغم الغارات الصهيونية الجوية التي تستهدفها. كل هذه الأفعال تأتي لتثبت للعالم بأسره أن أهالي غزة لم ولن يسمحوا للاحتلال الصهيوني بتقييد حياتهم اليومية.

 

ويتغلب جمال طبيعة مواطني غزة وأرضهم على الظروف القاسية التي يعيشونها…

ظهرت المقالة غزة تعيش رغم الآلام أولاً على وطن.

]]>