الصيام في ميادين الجهاد
الصيام في ميادين الجهاد عبر التاريخ
يعد من أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان جهاد النفس، فهو معركة داخلية تتطلب إرادة صلبة وقدرة على ضبط الغرائز والسيطرة على الشهوات، وهو ما يجسده الصيام كفريضة إيمانية تهدف إلى تهذيب النفس، وتعزيز قوة التحمل، وبناء الإرادة الصلبة؛ فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب روحي وبدني يعدّ الإنسان لمواجهة التحديات، ويمنحه القدرة على التحكم في رغباته، وتقديم إرادة العقل والروح على نزعات الجسد، مما يجعله أكثر استعدادًا لمواجهة أي معركة، سواء كانت ضد نفسه أو ضد أعدائه.
الصيام في ميادين الجهاد
ولقد كان السر وراء هذه الانتصارات يكمن في القوة الروحية التي يمنحها الصيام، والتي تدفع الإنسان إلى تجاوز ضعفه الجسدي والانتصار على نفسه أولًا .. مما يؤهله ليكون قويًا في ميادين القتال والتحدي.. كذلك فالصيام يعلم الإنسان الصبر، والانضباط، والقدرة على تحمل المشاق.. وهي الصفات التي يحتاجها أي مقاتل في ساحات المعركة.. لذلك ظل شهر رمضان على مر التاريخ شهرًا للفتوحات والانتصارات.. أيضا وشهرا تجتمع فيه الإرادة الإيمانية مع القوة الجسدية.. ذلك لتحقيق أسمى الغايات وأعظم الإنجازات.
كما سيظل شهر رمضان .. شاهدا على أعظم الانتصارات .. كذلك التي سطرها التاريخ.. فقد ساهم هذا الشهر الكريم في رفع الروح المعنوية للشعوب العربية قاطبة.. إذ جسد قيم الولاء والانتماء.. أيضا وأكد عمق الشعور القومي والعزة الوطنية.. ورسخ الثقة في قدرة الأمة على تحقيق الانتصارات.. كذلك مهما كانت التحديات.. كما أظهر أهمية الوحدة العربية.. وعمق الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية.. حيث أدرك العالم آنذاك ضرورة إيجاد حلول عادلة للصراع العربي الصهيوني.. خاصة بعد الانتصار الكبير الذي حققته مصر في العاشر من رمضان.