تصاعد الإسلاموفوبيا في بريطانيا
أزمة تتفاقم وسط غياب الحلول
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة “تل ماما” (Tell Mama) البريطانية غير الحكومية، والتي تدعم الأفراد الذين يتعرضون للإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية، عن زيادة غير مسبوقة في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا خلال عامي 2023 و2024. وتعزو هذا الارتفاع إلى تداعيات العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وجريمة ساوثبورت (عملية طعن جماعية استهدفت أطفالاً في استديو للرقص في ساوثبورت، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة عشرة آخرين، في 29 يوليو/ تموز 2024).
وسجل عام 2024 أعلى معدلات حوادث الكراهية ضد المسلمين، سواء على الإنترنت أو في الأماكن العامة. ومنذ عام 2012، استفاد أكثر من 51.000 مسلم بريطاني من خدمات المنظمة. وتشير البيانات إلى ارتفاع حاد في حوادث الكراهية في الشوارع بين عامي 2012 و2024، ما يعكس تفاقم هذه الظاهرة.
تصاعد الإسلاموفوبيا في بريطانيا
وخلال عامي 2023 – 2024، تلقت المنظمة 10.719 بلاغاً عن حوادث كراهية ضد المسلمين، وتم التحقق من 9604 منها على أنها جرائم ذات طابع معاد للمسلمين، وجاءت معظم هذه البلاغات من مسلمي بريطانيا. ويشير مصطلح “التحقق” إلى مراجعة دقيقة للحالات والتأكد من أنها تحمل أدلة داعمة تثبت طبيعتها المعادية للمسلمين
في هذا السياق، تطالب مديرة منظّمة “تل ماما” إيمان أبو عطا، في حديثها لـ”العربي الجديد”، الحكومة بـ”الاستمرار في دعم جهودنا، ونؤكد على أنه ما من رابط بين جرائم الكراهية وحرية التعبير، ويجب تقديم مرتكبي جرائم الكراهية الجناة إلى العدالة. من الضروري التشديد على أهمية تيسير وصول الضحايا إلى العدالة، خصوصاً الذين يتعرّضون لأفعال جرمية”.
تتابع أبو عطا: “نحثّ أيضاً الأشخاص النافذين على التفكير في كيفية تأثير لغتهم على تنميط المجتمعات وسلبياتها على النقاشات سواء عبر الإنترنت أو خارجه”.
كذلك وفي ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعي.. حيث تلفت أبو عطا إلى أهمية أن تجتمع الحكومة مع شركات الذكاء الاصطناعي.. أيضا لتوضيح مسؤوليتها عن أي أفعال جرمية.. كما تضيف: .. “يتوجب علينا مطالبة هذه الشركات.. بتطوير تقنيات قادرة على إزالة المحتوى .. كذلك الذي يمكن أن يعتبر إجرامياً.. مثل الصور الإباحية للأطفال.. أو الصور العنيفة التي تستهدف المجتمعات المسلمة أو غيرها”