وظيفة أمة الإسلام
خلق الله آدم وحواء، وأنزلهما إلى الأرض، ثم تناسلا وكثرت ذريتهم، وتباعدت أماكن إقامتهم في أصقاع شتى من الأرض، وطال عليهم الأمد، فنسوا شرع الله، فقست قلوبهم، فاحتاج الأمر إلى إرسال أنبياء لهداية الناس، فكان كل نبي يرسل إلى قوم معينين، فيهديهم ويرشدهم.
وكان لكل نبي رسالة خاصة لها طابعها وسماتها التي تتوافق مع حاجات قومه وبيئتهم وظروف معيشتهم، وتوالى بعث الأنبياء على هذا الأساس، وكلما تقدم الزمن تقدمت معه طبيعة الرسالة في معالجة البشر، وإن كان الأساس واحداً، وهو التوحيد.
بتطور الأديان وتنوع الرسالات تبعاً لحالة كل قوم، ظهرت فروق بين الديانات في السلوكيات وفي العبادات، وإن كان الجوهر واحداً وهو التوحيد.
ثم بدأت الديانات الكبرى، فكانت اليهودية وجاء بها موسى – u – لبني إسرائيل، فلما طال عليهم الأمد، وقست قلوبهم، وضلوا وأضلوا، أرسل الله عيسى – u – بالنصرانية، فكانت الديانة الكبرى الثانية، ومن سماتها أنها واكبت تطور العقل البشري، فهي متقدمة على اليهودية، وحوت ما في اليهودية من تشريعات، وعَدَّلَتْ فيها، وأضافت إليها. ثم بعد فترة من الرسل جاء محمد بالرسالة الحنيفية السمحة وهي الإسلام، فكانت الديانة الخاتمة، والتي لا رسالة بعدها، ولا نبي بعد محمد (r)، فكانت الرسالة أو الديانة الإسلامية الديانة الأكمل التي تواكب تطور العقل البشري، وتوافق الفطرة الإنسانية.
وظيفة أمة الإسلام
ومجيء الديانة الإسلامية مع مقاربة الزمن على نهايته، جعلها آخر الأديان، وأكملها، والمحتوية على كل ما في الديانات السابقة من تشريعات، مع التعديلات والإضافات التي تناسب التطور العقلي للبشرية متساوقة مع الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها، ولذا كانت الديانة الإسلامية فيها ثلاث خصائص أساسية:
الأولـــــــى: أنها الديانة الكاملة التي لا يعتريها خلل ولا نقص بشهادة رب العالمين.
والثانية: أنها الديانة المهيمنة على الديانات السابقة، والحاوية لكل ما فيها من تشريعات مع التعديلات والإضافات التي تناسب العقلية البشرية بتطورها واستعدادها الفطري.
الثالثة: أنها لاغية لكل ما سبقها من الديانات.. أيضا ولا يقبل من الناس بعد نزول الإسلام دين آخر.. وقول الرسول (r): “والذي نفسُ محمدٍ بيده.. لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، لا يهودي ولا نصراني.. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به.. إلا كان من أصحاب النار”([1]).
إذن جعل الله الإسلام آخر الديانات إلى قيام الساعة.. كذلك وأكملها وأرشدها.. ولما كانت كذلك.. أناط بها مهمة حيوية.. أيضا وجعلها في مكانة سامقة.. هي قيادة البشرية.. أيضا والخيرية هنا ليست خيرية عرق كما عند اليهود.. ولا خيرية شكل ولون كما عند العنصريين .. في أمريكا وأوروبا وجنوب أفريقيا.. ولكنها خيرية منهج وسلوك .. أيضا وأما المهمة التي أناطها الله بها.. كذلك فهي قيادة العالم .. إلى الخير والصلاح وتحقيق السعادة للبشرية