مداخلة مع دطلعت فهمي
مداخلة مع دطلعت فهمي – المتحدث الإعلامي بإسم جماعة الإخوان المسلمون
ما عاد مجديًا أو مفيدًا أي جهد يبذل لرصد الجرائم التي ارتكبتها – وما زالت- دولة الاحتلال في غزة؛ لسبب رئيسي هو أننا بصدد حالة من الاستباحة الكاملة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في السلوك الإنساني المتعارف عليه. لذلك فإن السؤال الذي ينبغي أن يطرح بعد أشهر من العدوان هو: ما الجرائم التي لم ترتكبها دولة الاحتلال.
صحيح أن الفلسطينيين دفعوا ثمنًا فادحًا دمّر حياتهم بالكامل، لكن عواقب الانتقام المجنون الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني لا يستهان بها، ومفاعيله العاجلة والآجلة تنذر بسوء العاقبة. اعترف بذلك زعيم المعارضة الصهيونية في الكنيست يائير لبيد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما أعلن أن دولة الاحتلال لم تعد قوة أخلاقية ولا قوة إقليمية، ولن تنتصر في المعركة.
من الشهادات المثيرة للانتباه في هذا الصدد ما نشرته صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية اليمينية المؤيدة للاحتلال لكاتبها رينو جيرار في مقال: «إستراتيجية إسرائيل الانتحارية»، الذي نشر في 1 يناير/كانون ثاني، جاء فيه: «يجب أن تتوفر لنا الجرأة لكي نعترف بأن تلك الصهيونية الغازية، تعدّ انتحارية للاحتلال والغرب الداعم لها. ففرصة قبول إستراتيجية الطرد القسري لأحفاد السكان الذين عاشوا لعدة قرون في فلسطين، ضئيلة للغاية لدى جيران الاحتلال القريبين والبعيدين- وهي وصفة مثالية للحرب الأبدية. وحتى الولايات المتحدة يمكن أن تضيق ذرعًا من غطرسة اليمين الصهيوني، الذي يحرم الفلسطينيين من حقّهم في تشكيل أمّة.
مداخلة مع دطلعت فهمي
لأن قتل المدنيين العزل تكرر طوال الوقت في غزة والضفة.. فإن استدعاء جرائم هتلر ضد اليهود في الفترة بين 1933 و1945، ليس فيه مبالغة.. أيضا وفيه الكثير الذي يمكن أن يقال في هذا الصدد عند مقارنة الفظائع التي ارتكبها النازيون، وحوسبوا عليها.. كذلك وأخرى أكثر بشاعة ارتكبها الصهاينة ولم يحاسبوا عليها.
وربما كان من أقوى أوجه الشبه بين الاثنين، أن النازيين اتبعوا مع اليهود ما أطلقوا عليه سياسة «الحل النهائي».. أيضا التي بمقتضاها كان يتم إطلاق النار على تجمعات اليهود.. حيث وجدوا؛ لقتل أكبر عدد منهم والخلاص منهم إلى الأبد.. وذلك بالضبط ما فعله الصهاينة مع الفلسطينيين في غزة.. ذلك أنه بعد تدمير المدن وترحيل سكانها.. فإن القتل المباشر أصبح مصير كل تجمعٍ يظهر أو أفرادٍ يتحركون في مدى البصر.. وهو ما يتولاه قنّاصة قوّات جيش الاحتلال الراجلة.. كذلك والمسيّرات التي تحوم في الفضاء طول الوقت.