النبوة وتحقيق العدل والحرية
في ذكري مولد نبي الرحمة.. لقاء مع دطلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين
في الإسلام نجد “قيمة” العدل عالية تتصدر كل “القيم” الثوابت التي يدعو إليها الدين، فهو المقصد الأول للشريعة، حتى إننا نجد أن “العدل” اسم من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته سبحانه وتعالى، وكفى بذلك دليلاً على المكان الأرفع للعدل في فكر الإسلام.
يقول المؤلف في (صفحة 61): “والعدل، في شرعة الإسلام، فريضة واجبة، وليس مجرد “حق” من الحقوق التي باستطاعة صاحبها التنازل عنها إذا هو أراد، أو التفريط فيها دون وزر وتأثيم، إنه فريضة واجبة، فرضها الله سبحانه وتعالى، على الكافة دون استثناء، فرضها على رسولة صلى الله عليه وسلم (فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (الشورى: 15)”.
“وهي فريضة واجبة على أولياء الأمور، من الولاة والحكام، تجاه الرعية والمتحاكمين (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء: 58)”.
النبوة وتحقيق العدل والحرية
هذا الشمول لفريضة العدل، والعموم لضرورتها، يحدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يدعو الآباء إلى العدل بين أبنائهم (اعدلوا بين أبنائكم)، وعندما ينهي الولاة عن غش الرعية (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة).
إن موقف الإسلام من قضية “الانتصار ـ أي الثورة ـ ضد الظلم والظلمة يتعدى “الإباحة” و”المشروعية” إلى “التحبيذ” بل و”الإيجاب”.. أيضا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. : (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم .. فقد تودع منهم)، فإنه يعلمنا أن التصدي للظلم بالمقاومة هو دليل “الحياة” في الأمة.. أما إذا عجزت عن ذلك أو أهملته فإنها ستكون عندئذ في عداد الأموات.. كذلك الذين “تودع منهم” رغم أنهم يأكلون ويشربون كما يأكل “الأحياء” ويشربون.. ولذلك وجدنا تراث الإسلام مزداناً بالمأثورات .. التي تحض على مقاومة الظلم ومقاتلة الظلمة والتصدي بالثورة لتغيير مجتمعات الجور والاستبداد،.. أيضا ووجدنا هذه المأثورات الشريفة تبشر أهل الحق بما أعده الله لهم من رفيع الدرجات لقاء معاناتهم مصاعب هذا الطريق.. كذلك فـ (من قتل دون ماله مظلوماً فهو شهيد .. ومن ظلم من الأرض شبراً طوقه من سبع أرضين).. إذا فشتان ما بين المصيرين اللذين أعدهما الله”