مستقبل العدوان علي الضفة والقطاع
بعد توسيع الحرب.. ما هي أبعاد ومستقبل العدوان الصهيوني على القطاع والضفة؟
بعد 76 عامًا على إنشائه، هل وصل الكيان الصهيوني إلى أقصى درجات علوّه، وبدأت عوامل الضعف تقوَى على عوامل الصعود، ووصل إلى “النقطة الحرجة”، التي تعادلت فيها عوامل الشدّ إلى أسفل مع عوامل الاندفاع إلى أعلى، وبدأ المؤشر يؤذن بالهبوط؟!
ظاهرة “التكامل والتآكل” من الظواهر المعروفة في حركة التّاريخ وحركة الحياة؛ إذ لا يتسنَّى لأيِّ دولة أو قوّة استمرار الصعود، كما لا يتسنّى لها البقاء في القمة أمدًا بعيدًا، وهذه من سنن الله – سبحانه- في الحضارات والدول.
على أنه مما يعجّل سقوط الدول والحضارات انتشار الظلم والفساد، ولعل عوامل الطغيان والظلم والإفساد التي تميّز بها المشروع الصهيوني، وظهرت في أسوأ تجلياتها في الحرب على غزة، ستكون عنصرًا معجلًا لتآكل الكيان الصهيوني وتراجعه، حيث نرى العديد من مظاهر هذا التآكل داخليًا وإقليميًا ودوليًا. ومما يعجّل السقوط كذلك ظاهرة التَّرف والمترفين، وظاهرة الترف تأتي عادة لاحقة في عمر الدول بعد مراحل التأسيس والنهوض.
ونحن إنما نمرّ هنا على ظاهرة التكامل والتآكل مرورًا سريعًا يتناسب مع حجم هذا المقال. ويظهر لنا أن الكيان الصهيوني قد دخل هذه المرحلة، بعد أن وصل إلى أقصى درجات علوِّه وطغيانه، وبدأت مظاهر الترهل تنخر في كيانه.
مستقبل العدوان علي الضفة والقطاع
نجح الكيان الصهيوني في تجميع نحو 45% من يهود العالم.. وبلغ عدد اليهود في فلسطين التاريخية في سنة 2022 نحو سبعة ملايين و100 ألف يهودي.. ونجح في تثبيت نفسه كـ”دولة فوق القانون”.. ذلك من خلال نفوذ عالمي هائل ولوبيات مؤثرة في صناعة القرار في الدول الكبرى.. كذلك وتعامل بلا مبالاة مع أكثر من 900 قرار من الأمم المتحدة ومؤسساتها بحقه.. أيضا واستند لاستخدام الأميركان حقَّ النقض الفيتو ضد أي إجراء أو موقف يمسّه.
واستطاع الكيان الوصول إلى مستوى اقتصادي متقدم، وحقق ناتجًا محليًا إجماليًا بلغ .. ذلك وفق تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الصهيونية – نحو 525 مليار دولار سنة 2022.. أيضا وبلغ معدل دخل الفرد 55 ألف دولار سنويًا.. وهو ما يضارع مستويات الدخل في أوروبا الغربية.. كذلك وبرز الكيان في ريادة صناعة الهاي تيك، وحاز لنفسه مكانة عالمية.