العلمـــاء اللصــوص
قام ليون روش الفرنسي برحلة إلى مصر والحجاز سنة 1842م متنكراً في زي حاج مسلم، من أجل الحصول على موافقة من العلماء على نص فتوى جاء بها من الجزائر تجعل الجهاد ضد الفرنسيين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة، ومن ثم ضرورة الرضا بحكم الفرنسيين في الجزائر وعدم شرعية حركة المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر الجزائري، وقد شارك روش في هذه الرحلة وصياغة الفتوى مجموعة من شيوخ الصوفية .
لكن علماء الأزهر لم يوافقوه على تلك الفتوى، وقد أحسنوا في ذلك.. ولو أنهم فعلوا كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية مع اليهود لكان أكمل وأجمل.. فقد أظهر طائفة من اليهود كتاباً قد عتقوه وزوروه، وفيه: .. أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أسقط عن يهود خيبر الجزية،.. فراج ذلك من جهل سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، .. كذلك وظنوا صحته حتى ألقي هذا الكتاب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه .. أيضا وطلب منه أن يعين على تنفيذه والعمل عليه، فبصق عليه، واستدل على كذبه بعشرة أوجه.
أيضا لقد أدرك الفرنسيون أن الفتوى سلاح نافذ وعظيم الأثر على أهل الإسلام، فكتبوا تلك الفتيا على الطريقة الفرنسية.. كذلك وأرادوا تمريرها على علماء الأزهر والحجاز، لكنهم خابوا وخذلوا.. أيضا أما في هذه الأيام فلا يحتاج إلى هذا العناء.. فما هو إلا لقاء عابر ويحصل المقصود.. كما في تأييد شيخ الأزهر نزع حجاب المسلمات في فرنسا.
العلمـــاء اللصــوص
كذلك فإن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.. روى مسلم في صحيحه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: .. \”من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق\”
كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: \”الجهاد فرض على الكفاية.. ولا بد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمور به، وأن يعتقد وجوبه، وأن يعزم عليه إذا احتيج إليه.. أيضا وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله .. فمن مات ولم يغز أو لم يحدث نفسه بالغزو نقص من إيمانه الواجب عليه بقدر ذلك، فمات على شعبة نفاق\” (مسألة المرابطة بالثغور ص54).
ويقول في موضع آخر: \”من ترك الجهاد عذّبه الله عذاباً أليماً بالذلّ وغيره، ونزع الأمر منه فأعطاه لغيره، فإن هذا الدين لمن ذبّ عنه\”.
وفي الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – \”عليكم بالجهاد، فإنه باب من أبواب الجنة، يذهِب الله به عن النفوس الهمّ والغمّ\”.
ومتى جاهدت الأمة عدوّها ألّف الله بين قلوبها، وإن تركت الجهاد شَغَل بعضَها ببعض. (جامع المسائل 5/300).