استمرار الحراك الطلابي بالجامعات
يكثر الحديث هذه الأيام.. عن موجة الاحتجاجات الطلابية.. التي تتواصل منذ أيام في عشرات الجامعات.. والمعاهد الأميركية والأوروبية،.. للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية ..التي تشنها الحكومة الصهيونية ..على قطاع غزة، ..ورغم التهديدات والاعتقالات.. مازالت تلك الاحتجاجات مستمرة، ..بل إنها تتوسع وتنتقل من جامعة.. إلى أخرى.
مذكرة الطلاب قبل غيرهم بأن عليهم النضال للحفاظ على حرية تعبيرهم، وأن عليهم مواجهة حقيقة حكوماتهم التي تكيل بمكاييل متعددة، وأن نشاطهم المدني ليس فقط موجة عابرة من التعاطف مع مظلومين، بل هو ضرورة لازمة لكبح جماح التردي القيمي والحقوقي الذي تتعرض له بلادهم.
استمرار الحراك الطلابي بالجامعات
وفي الجانب الآخر هناك.. من يسأل أين الحراك الطلابي الإسلامي والعربي؟.. وهل الطلاب الغربيون أكثر جرأة ..وشجاعة ووعي من طلابنا؟.. لماذا لا نرى مثل هذا العمل المنظم بينهم؟
كذلك يذكر تدني وضع الحريات.. وغياب احترام أساليب التعبير وعدم احترام الحق في التظاهر والاعتصام في معظم الدول الإسلامية مقارنة بمثيلتها في دول الشمال الأوربي وفي أميركا وكندا بأحد الأسباب الكامنة وراء “الركود الطلابي” العربي والإسلامي، لكنه لن يكون كافيا لتفسيره،
فالتخوف من الاعتقال أو الضرب أو غيره من أساليب التنكيل المعروفة في كثير من البلاد العربية والإسلامية ليس هو السبب لهذا الركود برأيي، إذ إن الطلاب في الجامعات الأميركية والأوروبية ليسوا أكثر جرأة ووعيا من طلابنا في البلاد العربية والإسلامية، والدليل على ذلك ما أثبتته ثورات الربيع العربي، فعندما اندلعت هذه الثورات قبل سنوات كان الطلاب رأس الحربة في الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بالتغيير،
كذلك رغم الاعتقال والتنكيل والقتل الذي جابهوه، كما حصل في سورية مثلا، وخاصة في جامعتي حلب ودمشق.
ولو عدنا للتاريخ أكثر، عندما كانت كثير من البلاد العربية والإسلامية محتلة من قبل الاستعمار الغربي، كان طلاب الجامعات ومعهم طلاب الثانويات هم من يقودون المظاهرات والصدامات التي كانت تجري مع المحتلين،
كذلك الذين لم يكونوا يتورعون عن استخدام أساليب البطش والقمع والتعذيب التي ورثها عنهم حكام تلك البلاد فيما بعد. فلماذا هذا الركود اليوم إذا؟
استمرار الحراك الطلابي بالجامعات
من أهم الأسباب التي تحفز النشاط الطلابي الذي يقوم به الطلبة لإحداث تغيير ايجابي في المجتمع، سواء كان يتعلق بالتعليم أم بالمناهج الدراسية أم بالإنفاق على التعليم،
كذلك وصولا للسياسة، أو الاقتصاد، أو المجتمع أو البيئة أو غيرها من المجالات، ووجود مرجعية تنظيمية تجميعية ترعى الطلاب وتوجههم وتنظم نشاطاتهم وتحركاتهم.
هذه المرجعية قد تكون جمعية أو اتحادا طلابيا، أو غيره من الأشكال التنظيمية التي تكون قادرة على الوصول للأهداف التي يسعى الطلبة لتحقيقها من نشاطاتهم، وتحوز ثقتهم ليكون لها تأثير عليهم، ويكون عندها القدرة على توجيههم.
ففي الولايات المتحدة مثلا هناك منظمات وجمعيات طلابية كثيرة تقود نشاطات الطلبة كان بعضها قد تأسس قبل نحو مائة عام أو أكثر.
لليوم الثاني.. استمرار الحراك الطلابي بجامعات عربية وإسلامية تضامنا مع قطاع غزة