كذلك أمهات غزة نموذج للتضحية
الأم والمرأة الغزية ..تعد رمزا للصمود والحياة..، فهي من قلب الوجع تجد الأمل..، تقاوم الموت بالولادة،.. وتضحي بروحها لتبقى أرضها ويسلم أبناؤها… ليس هناك أصعب من مشهد لإحدى الأمهات ..وهي تحمي أبناءها بجسدها خلال نزوحهم ..من الشمال إلى الجنوب مشيا على الأقدام،.. كذلك وتحمل بعضا من احتياجاتهم وأوجاعا ..وأعباء ستبقى معهم حتى انتهاء الحرب ..وعودتهم إلى منازلهم.
كذلك وفي مشهد آخر،.. يجسد القوة والإيمان معا،.. تظهر أم غزية والدماء تغطي وجهها ويديها،.. لكنها تكابر على وجعها وتنسى آلامها وجراحها.. من أجل أن تحتضن طفلتها الخائفة ..وتطمئنها في عملية النزوح غير الآمنة،.. هذا حال الأمهات في غزة، فمع كل يوم تتصدر واحدة منهن ..مشهد البطولة بطريقة ما.
أمهات غزة نموذج للتضحية
كذلك وبالرغم من سياسة القهر.. التي يتبعها الاحتلال ضد الأمومة في فلسطين ..ككل عبر شبح الفقد المتكرر،.. إلا أن النساء والأمهات.. هناك يعرفن تماما قيمة الحياة.. ويؤمن بدورهن في حماية وطنهن ..وتقديم الشهيد تلو الشهيد.. من أبنائهن بفخر واعتزاز وبقوة ممزوجة بالصبر،.. يطببن الوجع ويقفن إلى جانب الجرحى واليتامى والمكلومين،.. فهن كأمهات يحملن أعباء أسرهن..وأعباء كل من شردته الحرب.. وأبقته بلا عائلة أو سند.
الأمومة في غزة لا تتجزأ،.. هناك كلهن أمهات يفضن بحنانهن على الصغار والكبار..، فأمومتهن الاستثنائية جعلت منهن نماذج حية في البطولة والصمود ..والتضحية بالرغم من القلق على المصير المجهول.. لأسرهن والأقارب والوجع في كل لحظة،.. إلا أنهن قادرات على صنع الفرح ..وترجمته بأبسط التفاصيل.
كذلك فالأم الغزية استطاعت أن تؤدي أدوارا مختلفة،.. فهي الأم والمربية والحامية ..والمناضلة والمجاهدة تدفع ثمنا غاليا ..في سبيل النصر وحياة أبنائها، ..لأنها استثنائية بأمومتها ..تصر على أن تكون الحضن لكل من فقد الأمان ..وفقد إحساسه بالحياة.
“الأمومة في غزة مختلفة وهي عنوان للصمود”،.. بحسب الاختصاصي النفسي الدكتور موسى مطارنة، ..حيث تميزت الأم الغزية بقوتها وثباتها وتحملها لأوجاع الفقد والقهر،.. فاستحقت أن تكون نموذجا استثنائيا يقدم أغلى الأثمان ..من أجل الحرية واسترجاع الأرض.
كما أنه يلفت إلى أن الأم هناك بمثابة الجندي، فهي تحارب بكل شيء تملكه بحياتها، بأبنائها، ببيتها وحتى براحتها، تحمل على عاتقها ثقلا من الأعباء لتمنح الأمان لأبنائها حتى لو على حساب حياتها، إضافة إلى دورها في مداواة جراح غيرها ورفع المعنويات في ظل المخاطر الكبيرة التي يواجهونها يوميا.
أمهات غزة نموذج للتضحية
كذلك ويبين مطارنة أن الأم هي من تنجب الأبطال وتربيهم وتزرع فيهم حب الأرض، وهي أساس قوتهم وصمودهم، منها يتعلمون الصبر والتضحية والإيمان، ومن إرادتها يستمدون الأمل، فهي الأم والمربية والمعلمة والمجاهدة.
كما أن آلام وأوجاع لا تنتهي تعيشها الأم الغزية، وفق مطارنة، خاصة في الحرب الأخيرة التي دخلت شهرها الرابع، فأمام عينيها يستشهد أبناؤها وتحرق جثثهم وتبتر أطرافهم،كذلك أيضا ومع ذلك تظل صامدة محتسبة لديها من الصلابة النفسية ما يكفيها لتصنع جيلا يؤمن بقضيته قادرا على مواجهة عدوه ومحاربته بقوة الإيمان واليقين.
الأمهات في غزة نماذج استثنائية في التضحية وتطبيب الجراح