الرباط: هو الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من الأعداء، والمرابط: هو المقيم فيها المعد للدفاع عنها، وقد أسست أول الربط العسكرية في فلسطين، في القرن الثاني للهجرة؛
والربط لم تكن كلها عسكرية بعد دحر الفرنجة، وخاصة في القدس والخليل؛ بل كان الهدف الأساسي منها، توفير أماكن لإقامة الزوار والحجاج. والكتابات الباقية على بعض هذه الربط تدل على أنها أنشئت لهذا الغرض.
أيضا وكانت الرُبط تغذي الوافدين إليها بالتعليم الديني.. وفي العصر العثماني أصبح كثير من الرُبط ملاجىء للفقراء من نساء ورجال، يقدم لهم فيها الطعام، وتصرف المساعدات المختلفة.
كذلك وكانت الرُبط مراكز للتعليم الصوفي، بالإضافة إلى مهامها الاجتماعية والسياسية.. كما كان في بعضها مكتبات؛ فكان للرُبط بفلسطين بشكل عام، وفي بيت المقدس بشكل خاص، أثر علمي أكاديمي عظيم.
غزة أرض الرباط
أيضا علم حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ربه عز وجل: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هوَ إِلَّا وَحْيٌ يوحَى} <النجم 3-4>.. علم هذا المصطفى المختار ما لبيت المقدس وأرض فلسطين المباركة من فضل ومكانة.. إذ إنهما جزء من بلاد الشام، وبلاد الشام هي مهاجَرُ الأنبياء وبالأخص سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام.. كذلك وبرهان ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابه وأتباعه بسكناها كما ورد في كثير من أحاديثه النبوية الشريفة ومنها:
1- فقد قال الصحابي ذو الأصابع رضي الله عنه: {قلتُ يا رسول الله إن ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟.. قال عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون} رواه احمد.
كذلك ومسجد بيت المقدس هو المسجد الأقصى المبارك.. وفي هذا الحديث حث واضح وصريح للأمة على إعمار مدينة القدس بالمرابطة والسكنى فيها .. أيضا وبالأخص في هذه الأيام لمواجهة مخططات تفريغها من سكانها العرب المسلمين لصالح المحتلين الغاصبين.. الذين يخططون علانية لتهجيرهم منها قسراً بهدف إحلال المغتصبين الصهاينة مكانهم.
2-أيضا وقال صلى الله عليه وسلم: {سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجندة: جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق.. قال ابن حوالة: خرْ لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه.. يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسْقُوا من غدرِكم، فإن الله توكَّل لي بالشام وأهله} .. أخرجه أبو داود، وابن حوالة رضي الله عنه هو واحد من الصحابة،