فقـه الجهاد المعاصر (1)
أولا الجهاد يعني هو يمضي مع سنة من سنن الله، هناك سنة اسمها سنة التدافع -قانون طبيعي- الناس تتدافع بعضهم يدفع بعضا وبعضهم يحاول أن يتغلب على الآخر،
غريزة بشرية حتى عندما كانت البشرية يعني عائلة واحدة -أبناء آدم- وجدنا من أبناء آدم من يقتل أخاه، هذا قوي وهذا ضعيف وهذا شرير وهذا خير، الشرير يعتدي على الخير لأنه قرب إلى الله قربانا فتقبل من أحدهما {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة:27]
يعني هذا لم يكن هناك مجتمع، بعض الناس يقولون لك الفرد ضحية المجتمع ودمية يحرك خيوطها المجتمع كما يقول الاجتماعيون الذين يقولون الفرد ليس له مسؤولية، المسؤولية مسؤولية.. ما كانش في مجتمع، القرآن يقول {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ..}[المائدة:30] حتى ما كانت الناس تعرف كيف يدفن الميت، أول ميت في البشر كان قتيلا، فمعناه أن العدوان البشري موجود حينما يكثر -ويسموه قابيل وهابيل الإسرائيليات-
إذا كثر قابيل هذا فماذا يفعل هابيل؟ لازم الهوابيل دول يتجمعوا ويعملوا مقاومة للقوابيل هؤلاء وإلا معناها لن يدع قابيل أي هابيل في العالم،
كذلك فهو قانون الدفاع أمام الأشرار يعني لازم من أهل الخير يتجمعوا ويكون لهم قوة .. ويدافعوا عن أنفسهم فهذا هو منطق الجهاد في الإسلام.. استخدام القوة للدفاع عن الذات عن الجماعة المسلمة خصوصا بعد أن أصبح لها دين ولها دعوة ولها هدف في الحياة.. كذلك وأصبحت يعني تناوش من هنا وهناك،
فقـه الجهاد المعاصر (1)
أيضا كان لا بد من شرعية الجهاد، في الأول الإسلام قال لهم اصبروا {..قِيلَ لَهُمْ كفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ..}[النساء:77].. كذلك وكانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما بين مضروب ومشجوج ومكسور ومجروح.. ائذن لنا ندافع عن أنفسنا يقولون للنبي {..كفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ..} .. ذلك إلى أن أذن الله وجاءت أول آية في الإذن بالقتال {أذِنَ لِلَّذِينَ يقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39]
إذا فهذا هو الجهاد لا عدوان فيه على أحد ولا بغي فيه على أحد إنما هو للذين يقاتلون .. {الَّذِينَ أخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ..}[الحج:40] .. ذلك يعني والقرآن في أول آية شرعت الجهاد جعل في الجهاد دفاعا عن حرية الأديان .. كما قال {..وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً..}[الحج:40] .. أي يعني الدفاع عن معابد اليهود والنصارى،
كذلك الجهاد جاء للدفاع عن هؤلاء حتى يكون لكل أحد الحرية في التعبد بما اقتنع به.. أما أن يفتن الإنسان في دينه يعني يضطهد ويؤذى ويعذب لأنه اختار عقيدة معينة هذا ما يرفضه الإسلام..أيضا من أجل هذا قام الجهاد {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ..} .. كما لا يفتن الإنسان من أجل عقيدته {..وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ..}[البقرة:193] أو يكون الدين كله لله