الذكري 36 لتأسيس حماس
تحل الذكرى السنوية لتأسيس حركة حماس.. هذا العام في ظل واقع إنساني ..غير مسبوق ..ودمار جزء هام من البنية التحتية لقطاع غزة ..وتهجير أكثر من مليون مواطن جنوبا.. واستشهاد مالا يقل عن 18 ألف فلسطيني ..نصفهم من الأطفال.
وغابت الاحتفالات لهذا العام ..في ظل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال .. على القطاع منذ 68 يوما وسط دعوات دولية ..لضرورة وقف إطلاق النار، وكان آخرها، اليوم، تبني الأمم المتحدة قرارا بوقف الحرب الدائرة.
كذلك وقد تسببت الحرب على غزة في تدمير المنازل ..وقتل وتشريد الغزيين الى جانب تدمير البنية التحتية ..بشكل كامل في شمال غزة، ونزوح ما يقارب مليوني ساكن ..في ظل غياب.. ما يكفي من المساعدات الاساسية.
كذلك على وقع الذكرى السادسة والثلاثين.. لانطلاقتها عشيّة الانتفاضة الفلسطينية الأولى ..في الرابع عشر من ديسمبر 1987، تختط حركة المقاومة الإسلامية حماس مشهدية نضالية وفدائية.. مستمرّة على أرض غزة، جاعلة من الأقصى والأسرى في سجون الاحتلال محورها الرئيسي، وخضّبتها بالدماء والتضحيات والبطولات التي لا ينفك مجاهدو القسام عن تدوينها في سفر المواجهة على خطوط النار.
إنّ تزامن ملحمة الطوفان المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مع لحظة التأسيس التاريخية، بات في حدّ ذاته حدثا محمّلا بسردية رمزية تؤكد استمرار حماس في نهجها المقاوم، والتزامها بمرجعيتها العقائدية والجهادية، التي رسخها الروّاد المؤسسون والقائمة على عدم الاعتراف بكيان الاحتلال، وتكريس خيار المقاومة السياسية والعسكرية، لإبقاء جذوة الرفض متّقدة في نفوس الأجيال الفلسطينية، تمهيدا لخوض معركة تحرير كل فلسطين من النهر إلى البحر.
كذلك وُلدت حركة حماس..، تحت وطأة الحكم العسكري الذي كان يرزح تحته قطاع غزة وفي عزّ الانتفاضة الأولى.. التي انفجرت شرارتها في وجه الاحتلال سنة 1987..، محمّلة بعواصف من الغضب والثورة والحجارة،.. ما شكّل تصعيدا للواقع الداخلي في الأرض المحتلّة الذي خيّمت عليه مشاعر الإحباط والانكسار والخذلان،.. في ظل التحولات السياسية والإقليمية التي شهدتها تلك المرحلة، وانحسار المسار الفدائي والعسكري للثورة الفلسطينية منتصف الثمانينات.
الذكري 36 لتأسيس حماس
كذلك بغضّ النظر عن العوامل التاريخية.. التي راكمت مسار التأسيس على مدار عشر سنوات ..منذ أواخر الثمانينات،.. ومرجعيتها الفكرية الإسلامية، ..ونهجها السياسي المستمد من حركة الإخوان المسلمين،.. فإن ولادة حركة المقاومة الإسلامية حماس جاءت ..بمثابة صرخة رفض عالية النبرة،.. في خضم واقع عربي هبت عليه رياح التطبيع، ..وانطلق في تبني التسوية السياسية القائمة.. على الاعتراف الرسمي بكيان الاحتلال من بعد اتفاقية كامب دافيد.
أيضا كذلك أعادت مبادئ حركة حماس،.. انطلاقا من مرتكزاتها العقائدية وقراءتها لمفهوم الصراع العربي الإسرائيلي، ..ومقاربتها لواقعها الفلسطيني،.. الاعتبار إلى العمل المقاوم المسلح وفق رؤية جهادية،
كذلك فكان انطلاقها في الساحة الداخلية،.. بمثابة رد على انخراط منظمة التحرير الفلسطينية ..في مسار الاعتراف المتبادل مع حكومة إسحاق شامير وتعديل ميثاقها الداخلي بحذف العبارات الداعية إلى إلغاء كيان الاحتلال، وصولا إلى اتفاقيات أوسلو 1993.
كانت أدبيات الحركة تجاهر برفض قاطع للانخراط في مسار الحل السلمي، والذي أفضى إلى إقامة سلطة محدودة الصلاحيات، وعلى مساحة لا تتجاوز 30 بالمئة من فلسطين التاريخية، معتبرة أنّه مضيعة للوقت وإهدار للحقوق.