تداعيات العدوان الصهيوني علي غزة
إذا فقد تحوّل “طوفان الأقصى”، في الأيام والأسابيع التي تلت ذلك الحدث الجلل، من عملية عسكرية مبهرة
أيضا إلى ظاهرة سياسية مستجدة تتجاوز غزة وغلافها جغرافياً بآلاف الأميال. وكان طوفان الشارع، عربياً وإسلامياً وغربياً،
ذلك نتيجة عملية “طوفان الأقصى” وتداعياتها بالذات، من أهم معالم التحوّلات الجديدة في المشهد السياسي التي تستحق التوقف عندها.
أيضا لعلّ الأكثر أهميةً هنا حراك الشارع العربي إذ هبّ الملايين رافعين راية فلسطين والمقاومة،
من صنعاء وصعدة إلى الرباط وطنجة، مروراً بمعظم الأقطار العربية،
ولا سيما المركزية منها مثل العراق وسوريا ومصر، ناهيك بالجزائر واليمن،
كذلك والحراكات الشعبية العملاقة في البحرين والأردن ولبنان وتونس وليبيا والمغرب،
إضافةً إلى الحراكات الشعبية الخليجية المتميزة في الكويت وعمان وقطر.
كيف انعكس العدوان الصهيوني في غزة على أمن اليهود حول العالم؟تقارير عبرية وغربية تتحدث عن تفاقم ظاهرة العداء والكراهية ضد الجاليات اليهودية.
كيف يبدو موقف الجاليات اليهودية من هذه الحرب؟
جزء من الجاليات دعم “المحتل ” والجزء الآخر وقف في وجه الاحتلال والعدوان وأصبح متهماً بمعاداة السامية.
يتآكل شعور اليهود حول العالم بالأمن والاستقرار، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومع مواصلة جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الغاشم على غزة،
تجد الجاليات اليهودية بأوروبا وأمريكا وبقية دول العالم، نفسها في مواجهة تحدي الكراهية والعنصرية ضدهم.
صحف إسرائيلية سلطت الضوء خلال الأسابيع الماضية، على تفاقم مخاوف تلك الجاليات، وكيف أصبحت الهوية اليهودية سبباً للقلق،
في ظل التحول الكبير في الرأي العام الغربي، الذي أصبح مناوئاً لسياسات “الكيان “، ومتعاطفاً مع شعب فلسطين، أكثر من أي وقت مضى.
ويثير استمرار العدوان مخاوف من أن يصبح اليهود، حتى أولئك المناوئين للصهيونية العالمية،
عرضةً للعنصرية، أو موجات الكراهية والعنف؛ وهذا ما دفع بعض الحكومات إلى اتخاذ بعض الإجراءات للحيلولة دون ذلك.
تداعيات العدوان الصهيوني علي غزة
مخاوف وإجراءات
أصبح الشارع الغربي والأمريكي مشبعاً بالغضب، مع تنامي الشعور بخداع الحكومات لشعوبها،
منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، دفعت مشاهد القتل والمجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء،
أيضا كثيرين إلى المقارنة بين “الهولوكوست” و”مجازر غزة”.
وخلال الأسابيع الماضية، زُعم وقوع حالات كراهية وعنصرية ضد الجاليات اليهودية،
في فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي قالت إنها رصدت مطلع نوفمبر الجاري، أكثر من 2600 جريمة كراهية ضد اليهود منذ السابع من أكتوبر.
أيضا وسجلت الشرطة البريطانية، حتى 18 أكتوبر الماضي، أكثر من 218 جريمة كراهية ضد “السامية”،
كذلك الحال في فرنسا، التي يسكنها قرابة 440 ألف يهودي،
ذلك في حين يدور نقاش بالولايات المتحدة حول تداعيات الحرب في غزة على أمن اليهود والمسلمين على حد سواء.