الهدنة بين اليقظة والإختراق
دخل اتفاق الهدنة المؤقتة والتبادل الجزئي للأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان المحتل، حيز التنفيذ بعد 49 يوما من عدوان اعتبر الأشد في تاريخ الصراع.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أعلنت التوصل للاتفاق بعد جهود بمشاركة كل من مصر والولايات المتحدة،
ويقضي الاتفاق المعني بإفراج الاحتلال عن 150 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال
ذلك مقابل إفراج حماس عن 50 صهيونيا من النساء والأطفال محتجزين بغزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أيضا ويشكل اتفاق الهدنة فرصة لمختلف أطراف الصراع لتقييم موقفها وممارسة الجهود اللازمة من أجل الدفع في اتجاه دوام وقف إطلاق النار.
إذا فما فرص تحول الهدنة الإنسانية من مؤقتة إلى دائمة،
في ظل حديث مستشار رئيس الحكومة الصهيونية عن “استعداد تل أبيب لتمديدها لإخراج مزيد من مواطنيها؟”، وهل لأطراف المعركة حسابات ستحول دون ذلك؟
كما تعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -وفق ما أكده أبو عبيدة المتحدث باسم جناحها العسكري كتائب القسام-
أن ما وافق عليه الكيان المحتل من هدنة هو نفسه ما عرضته الحركة قبل 3 أسابيع،
مما يعني ضمنيا أن المحتل أضاع وقتا كثيرا ليعترف ضمنيا بأن آماله في تحقيق انتصار غير ممكنة،
أما وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت، فيقدم رواية أخرى ويقول إن ما تم الاتفاق عليه أفضل مما قدم لإسرائيل قبل أسبوع.
الهدنة بين اليقظة والإختراق
ولم يكن التمنع من الوصول إلى الهدنة خيارا صهيونيا فحسب، بل كان حتى وقت قريب خيارا غربيا عاما،
إذ تعالت أصوات رسمية من دول عديدة تدافع عن حق المغتصب في مواصلة عملياته من أجل محق حماس، وإبادة “الإرهاب” القادم من غزة.
كما ظلت دولة الإحتلال ترفض السماح بأي هدنة أو توقف للقتال قبل عودة المحتجزين، قبل أن تبدأ الصورة في الانقلاب،
كذلك وتضج شاشات العالم بصور المأساة والدمار الذي فجرته القنابل الصهيونية على رؤوس الأطفال والمرضى في المنازل والمستشفيات والمساجد.
وقد أسهمت مشاهد الدمار الوحشية في تعرية الرواية الصهيونية ،
أيضا وأعادت تشكيل الرأي العام الغربي تجاه ما يجري في غزة،
إذ كانت تلك المشاهد أصدق مما تقدمه دولة الإحتلال، وأفصح مما تشكو منه حماس.