هل حل الدولتين صار ممكنا
عدد قتلى غارات الاحتلال .. على غزة، أعاد التساؤل من جديد عن مستقبل حل الدولتين.. الذي يفترض أن ينهي الصراع الفلسطيني مع الكيان المحتل إلى الأبد.
قادة العالم قالوا إن الحرب يجب أن تتوقف لينصب الجهد فورا على حل الدولتين، وإيجاد صيغة.. يقبلها الفلسطينيون والصهاينة على حد سواء.
كذلك الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال إنه ..”عندما تنتهي هذه الأزمة، لا بد أن تكون هناك رؤية لما سيأتي بعد ذلك..، ومن وجهة نظرنا، يجب أن يكون حل الدولتين”.
أيضا قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن “الهدف طويل المدى يتمثل في حل الدولتين”. وأكد الاتحاد الأوروبي في أكتوبر التزامه بـ”سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين”. ويرى البابا فرانسيس أن هذا هو “الحل الحكيم”.
لكن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال في الأمم المتحدة، في سبتمبر، إن الاحتلال “دمرت حل الدولتين”،
كما أكد أن “من يتصور أن السلام يمكن أن يسود في الشرق الأوسط من دون أن يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الكاملة والمشروعة فهو واهم”.
أما نتانياهو، وفي حملة إعادة انتخابه عام 2015، قال صراحة: “لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة طالما أنني أشغل منصبي”.
هل حل الدولتين ممكن؟
إذا يعتقد قادة العالم أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للتخلص من دوامة العنف الدموية.
لكن استطلاعا أجراه مركز بيو للأبحاث كشف أن 35 بالمئة فقط، من الإسرائيليين يعتقدون أنه
يمكن إيجاد طريقة لتعايش إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة بسلام”، في تراجع قدره 15 نقطة مئوية منذ عام 2013.
كما اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن حل الدولتين أصبح ممكنا أكثر مما كان عليه منذ عدة شهور.
أيضا وأكدت أنه “يتعين وقف العنف المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، مضيفة أنه لا بد منع انتشار العنف وعليه يصبح التعايش السلمي ممكنا بحل الدولتين”.
والصحيح أنه بالنظر إلى واقع الحال في فلسطين، فإن حل الدولتين أصبح أمراً مستحيلاً، بل بات حلماً أقرب إلى الخيال ولا يمكن تطبيقه،
والسبب في ذلك أن الإحتلال قام بتغيير الوقائع على الأرض، عبر العدوان على البشر والحجر والشجر،
كذلك وخلال السنوات العشرين الماضية، لم تعد الأراضي المحتلة عام 1967 التي كان يدور الحديث عنها موجودة أصلاً،
إذ تم تغيير واقعها الديمغرافي والجغرافي بشكل جذري واستراتيجي،
أيضا بما يجعل من غير الممكن أن تقوم عليها أي دولة فلسطينية مستقلة. في عام 2003 بدأت اسرائيل تستثمر في التحولات الدولية،
فاستفادت من الفترة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بأن قامت بالتحريض ضد الفلسطينيين
كذلك ووصف «الانتفاضة» بأنها «عمل إرهابي» واستفادت من فترة حكم الرئيس جورج بوش الابن، عندما كانت الإدارة الأمريكية معادية للفلسطينيين ..