غزة ومخطط التهجير
مع دخول الحرب غير المسبوقة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة والتي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية حسب وصف كثير من المنظمات الدولية،
بدأت العديد من علامات الاستفهام تثار بشأن موقف الدول العربية التي لم تفلح حتى في إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر منذ 2007،
والمحروم أيضا من الماء والغذاء والدواء والوقود وكل مستلزمات الحياة منذ نحو شهر.
ورغم التوافق على إدخال مساعدات عبر معبر رفح البري فإن ما تم إدخاله فعليا خلال الأيام الماضية يعادل قطرة في محيط كما تقول سلطات القطاع
ذلك رغم تكدس مئات الشاحنات على الجانب المصري من المعبر بسبب الرفض الصهيوني دخولها رغم المناشدات الدولية المتزايدة.
وتزايدت علامات الاستفهام بشأن الموقف العربي الحقيقي مما يحدث في غزة،
بعد حديث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن “الأصدقاء العرب”
والذين قال إنهم يعرفون أن الدور سيكون عليهم في حال انتصرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذه المعركة.
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا،
قال إن المدنيين الذين يقصفون في غزة محميون بموجب القانون الدولي حتى في ظل النزاعات،
لكنه قال خلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، إنه غير مخول بإعلان ما يجري كجريمة حرب لأسباب تتعلق بطبيعة عمل اللجنة.
غزة ومخطط التهجير
وعن إصرار الجانب الصهيوني دفع سكان القطاع للنزوح باتجاه شبه جزيرة سيناء،
قال أستاذ العلوم السياسية خليل العناني إن الأمر هو جزء من سياسة صهيونيةراسخة
حيث تقوم على افتعال أو استغلال أي أزمة مع غزة للتخلص من سكانها ورفع عبئهم النفسي والسياسي عن كاهلها.
لكن الجديد في مسألة التهجير هذه المرة هو أنه طرح رئيسي منذ اللحظة الأولى للمعركة -بحسب العناني-
ذلك فضلا عن أن الصهيوني لم تقف عند حد بالحديث عنه وإنما بدأت تدفع نحو تنفيذه عمليا من خلال استغلال الضغط الأميركي والأوروبي على مصر
ذلك من أجل القبول بانتقال سكان غزة إلى سيناء مقابل تصفير ديونها التي تقدر بـ165 مليار دولار
وتحاول إسرائيل -وفق العناني- لاستغلال الظرف الاقتصادي السيئ لمصر من أجل المضي قدما في تنفيذ مخطط النكبة الثانية، رغم أن مصر ما تزال ترفض هذا الأمر
ليس فقط من أجل عدم تصفية القضية الفلسطينية وإنما أيضا لأسباب داخلية تتعلق بما يفرضه هذا الحل من ضغوط أمنية واقتصادية واجتماعية عليها.
ورغم الرفض المصري، فإن العناني يعتقد أن كل السيناريوهات واردة مع استمرار العملية البرية الموسعة في شمال غزة
أيضا والتي تهدف بالأساس لدفع السكان
دفعا نحو الوسط والجنوب ثم الضغط على الوسط لدفعهم نحو الجنوب وبعدها تتجه الأمور لدفعهم نحو الفرار إلى سيناء.